شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : ذو الحجة


ريمة مطهر
11-29-2012, 01:56 PM
ذو الحِجَّة

أحد الشهور الهجرية . وينطق بعضهم اسم هذا الشهر ( ذو الحَجَّة ) بفتح الحاء ، وهو الشهر الثاني عشر من شهور السنة وفق التقويم الهجري . سُمّي بهذا الاسم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مُرّة الجدّ الخامس للرسول r . وقد سُمّي بهذا الاسم لأنه شهر الحج . والحج في الأصل هو القَصْد ، ثم ساد استعماله في القصد إلى مكة لأداء النسك والحج إلى بيت الله والقيام بالأعمال المشروعة فرضًا وسُنَّة. وهذا الشهر آخر الأشهر المعلومات التي قال فيها الله سبحانه وتعالى : ) الحج أشهر معلومات .. ( البقرة : 197، وتبدأ هذه الأشهر بأول يوم من شوال ، وتنتهي مع نهاية العاشر من ذي الحِجَّة .
كما أن ذا الحِجَّة هو الشهر الثاني من ( الأشهر الحرم ) .
والأشهر الأربعة تأتي ثلاثة منها متتابعة هي ذو القعدة وذو الحِجَّة والمحرم ، وواحد فَرْد هو رجب . وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الأشهر بقوله : ) إن عِدَّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حُرُم ( التوبة : 36 .
كانت كل القبائل تحترم حرمة هذه الأشهر ، فلا تغير فيها على بعضها ، إلا أنه كان هناك حيان لا يتقيّدان بهذه الحرمة هما خَثْعَم وطَيئ . وكان ذو الحِجَّة - شأنه في ذلك شأن سائر الأشهر الحرم الأخرى - مناسبة تقام فيها الأسواق للتجارة ، والشِّعْر ، وتبادل المنافع في أسواق ارْتَضَوْها هي عُكاظ والمِربَد والمجنَّة . أما ذو الحجة ، فقد كان يعقد فيه سوق ذي المجاز من أوَّله ، وذلك بعد انصرافهم من عُكاظ في آخر أيام ذي القعدة . وفي هذه الأسواق ، كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فلا يهيجه تعظيمًا لحرمة الشهر الحرام . إلا أن العرب كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم ، لا يغيرون فيها ، لأن معاشهم كان من الغارة ؛ لذا كانوا إذا صدروا من مِنىً يقوم رجل من كنانة يسمّونة القَلمَّس ( البحر الزاخر في العلم ) فيقول : أنا الذي لا أُعاب ولا أُجاب ، ولا يُرَدّ لي قضاء . فيقولون : صدقتَ ! أنْسِئْنا شهرًا ؛ أي أخِّر عنا حرمة الشهر الحرام ؛ فيُحلُّ لهم أحد الأشهر الحرم ويؤخره إلى شهر آخر . لذا كانت نوبة النّسيء - عندما هاجر الرسول r - قد بلغت شعبان فسُمِّي محرمًا وشهر رمضان صفرًا ، فانتظر النبي r حتى حج حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة ، لذلك سمِّيت حجة الوداع الحج الأقوم ، ثم حرم النسيء ( التأخير والتأجيل ) تحريمًا أبديًا .
من المعلوم أن عدد أيام هذا الشهر 29 يومًا ، إلا أنه في السنة الكبيسة يضاف له يوم فيصير 30 يومًا ؛ ذلك لأن السنة القمرية الحقيقية تزيد على السنة الاصطلاحية بمقدار 0,367 من اليوم تقريبًا . ويبلغ هذا الفرق 11 يومًا كل 30 سنة فيلزم إضافتها . ولتحقيق ذلك جعلوا في كل 30 سنة إحدى عشرة سنة كبيسة ، وأضافوا اليوم الزائد إلى ذي الحجة . والسنين الكبيسة في كل 30 سنة هي السنوات : 2، 5، 7، 10، 13 ، 16، 18، 21، 24، 26، 29 .

ريمة مطهر
11-29-2012, 01:58 PM
أسماؤه

عرف العرب أربع مجموعات من الأسماء ، للشهور العربية ، كانت آخرها المجموعة المستخدمة حاليًا ، وهي التي استقرّ عليها الرأي في مطلع القرن الخامس الميلادي على وجه التقريب . لم تُستخدم كل هذه الأسماء في زمن واحد أو مكانٍ واحد ؛ فقد كان للعرب المستعربة أسماء أطلقوها على شهورهم ، كما كان للعرب العاربة أسماء خاصة لشهورهم . وشهور التقويم الهجري التي نستخدمها اليوم هي أسماء وضعتها العرب المستعربة ظلّت على ما هي عليه دون تعديل أو تغيير منذ ما يقرب من 19 قرنًا . أما ثمود قوم صالح عليه السلام الذين سكنوا الحِجْر ، فكانت لديهم سلسلة أخرى غير الشهور التي استعملتها بقية العرب . وكانوا يبدأون سنتَهم بشهر دَيْمَر الموافق لشهر رمضان ، وليس بالمحَرَّم مُوجِب وسموا ذا الحِجَّة مُسْبِل . ومن أسمائه التي وضعتها العرب العاربة ، ولم تكن مستعملة حين ظهر الإسلام نَعَس وبُرَك ، وفي الاسم الأخير إشارة إلى بُروك الإبل للنّحر ( يوم النَّحر ) .

ريمة مطهر
11-29-2012, 01:58 PM
المواسم والأعياد

أقسم الله سبحانه وتعالى بالليالي العشر الأولى من شهر ذي الحجة في سورة الفجر فقال : ) والفَجْر * وليال عشر.. (الفجر: 1- 2 . وهذه الأيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من غيرها ، وتبدأ بعدها الأيام المعدودات وهي أيام التشريق . ففي اليوم الثامن منه ( يوم التّروية ) ، - وكان من المآثر الجاهلية - ففي عام 440 م على وجه التقريب استْرَدَّ قصيُّ بن كلاب الجد الرابع للرسول r الحكم في مكة من قبيلة خزاعة ، وجعل من مظاهر حكمه سِقاية الحجيج الماءَ العذبَ الذي كان عزيزًا في مكة ، وعندما جاء الإسلام أبقى على السقاية .
وفي اليوم التاسع من ذي الحجة أيضًا ، يومُ عرفة ، وصيامه مستحب لغير الحاج ، وفيه يباهي الله بعبيده الملائكة وهو يوم الحج الأكبر . واليوم العاشر من ذي الحِجَّة هو أول أيام عيد الأضحى الذي يحتفل به كل المسلمين ، وهو يوم النحر للحاج . ويستمر هذا العيد أربعة أيام . أما الأيام الثلاثة بعد يوم النحر فتسمى أيام التشريق . ويسمى اليوم الأول من أيام التشريق - وهو اليوم الحادي عشر - يوم القَرّ لأن الحجاج يستقرون فيه بمِنىً ويمكثون ثلاثة أيام لرمي الجمار ، ويسمى اليوم الثاني منها ؛ أي الثاني عشر من ذي الحجة يوم النَّفْر لأن الناس يتفرَّقون فيه متعجِّلين إلى أوطانهم ، ويسمى اليوم الثالث من أيام التشريق ؛ أي الثالث عشر من ذي الحِجَّة النَّفْر الأخيِر . وفي تسمية هذه الأيام بأيام التشريق ثلاثة آراء ؛ إما لأن لحم الأضاحي كان يُشَرَّقُ ( يُشَرَّرُ ) فيها للشمس ، أو لأن الهَدْيَ والأضاحي لا تُنْحَرُ حتى تَشْرُقَ الشمس ، وقيل بل سُمِّيت بذلك لأنهم كانوا يقولون في الجاهلية : أشرِقْ ثَبِيرُ كَيْما نُغير ؛ ( أي ندفع في السير ) وثبير جبل في مكة ، ومعناها ؛ ادخل أيها الجبل في الشروق - ضوء الشمس - كيما نَدْفَع للنَّحْر ؛ لأنهم كانوا لا يُفِيضُون حتى تَطْلُعَ الشمس .

ريمة مطهر
11-29-2012, 02:02 PM
أحداث مهمة في ذي الحجة

وقعت في هذا الشهر غزوة بني قريظة ، وكانت قد بدأت في نفس اليوم الذي انتهت فيه غزوة الأحزاب ( الخندق ) وذلك في سنة الزلزال ؛ أي السنة الخامسة من الهجرة . وفي يوم الجمعة التاسع من ذي الحجَّة سنة الوداع من السنة العاشرة للهجرة ، كانت خطبة حجّة الوداع التي ألقاها الرسول r على أكثر من ماِئَة ألفِ من المسلمين عند جبل عرفات .
وتعتبر هذه الخطبة الخالدة دستور الإسلام ، بيَّن فيها قواعده ، ونادى فيها بالمساواة بين الناس . ومن الأحداث الأخرى التي وقعت فيه ، مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب t في 26 منه عام 23 هـ قتله عبد يدعى فيروز ولقبه أبو لؤلؤة . كما قُتل فيه أيضًا الخليفة الثالث عثمان بن عفان في 18 منه عام 35 هـ ، وفي 25 منه بويع الخليفة الرابع علي بن أبي طالب .



المرجع
الموسوعة العربية العالمية – الجزء 10 – الطبعة الثانية 1419 هـــ ( 1999 م ) . بتصرف .