ريمة مطهر
04-29-2012, 09:47 PM
زيتونة بزيتونة .. حكم والغاز وحكايات
وحدوا الله ..... لا إله إلا الله
وإللي عليه ذنب وخطية يقول أستغفر الله . أستغفر الله
ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان . كان في واحد رجال إسمه فالح ، بخيل جداً جداً على أمه ومرته . ولا يجيب لهم من المقاضي إلا يادوب على قد اللقمة ، وزنبيله من قرطاس الزيتون مايفضه . كل يوم زيتون زيتون الين انحرق قلبهم من أكل الزيتون . وكل ما قالواله أهله : غير بدل زهقنا خلاص من أكل الزيتون . أندار لهم بكلام ونصايح عن فوايد الزيتون وأكل الزيتون .
في يوم من الأيام قالت خالة وردة لمرة ولدها بشرى : قومي يابنتي وروحي دوري لنا أكل غير الزيتون قالت لها بشرى : وووه يا ستي ... أدور فين وأمد يدي لمين . وأنا مين وبنت مين . والحمد لله حالنا أحسن من غيرنا وإنا كدة برضه نعمة ورضا ، وما تعرفي الكلام إللي أنقال :
[ من وُهِبّ له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات ] .
قالت لها خالة وردة : يا بنتي الحاجة حواجة ، قلبي انحرق من أكل الزيتون ، وفمي مرّر من مصمصت البزور ، وزوجك لو نموت مايجيب غير الزيتون .
خرجت بشرى مغصوبة ، وعلى جلدة وجهها مجرورة ، ودموعها على خدها تسيل ، تمسحها بمنديلها القديم . وكان في واحد رجال رايح على السوق بزنبيل المقاضي . شاف بشرى وهي ماشية حزينة وراسها في الأرض مرخية . وكان يالطيف من إللي
نيتهم خبيثة ، يصطاد في الموية العكرة . قرب منها بكل حنان وشفقة ، وسألها عن سبب خروج الدمعة . سكتت بشرى مارضيت تقول له عن عازتها ، ولا فين حارتها . قال لها : ادخلي يابنت الناس الديوان ، استريحي واتبردي ، ومن موية الزير الباردة اشربي . وأنا أنقز للسوق أقضّي ، وأرجعلك بسرعة ياست أهلي .
خرج الرجال من البيت طيران ، وراح على السوق قضّى مقاضي أشكال وألوان ، ورجع على البيت فرحان ، لقى له صيدة حلو ياسلام .
دخلت بشرى البيت ومشيت في دهليز طويل ، ومن فسحة لفسحة لقت نفسها في ديوان جميل . قالت في نفسها ارتاح وأتبرد شوية ، حتى تكسر شمس الظهرية .
جا الرجال وحط الزنبيل قدام بشرى . وأخذ منه مقاضي وخلى الباقي . وقال لها : أطلع فوق عند مرتي أقول لها عندي ضيوف من جيزان ، جالسين في الديوان ، وارجع اجلس معاك قوام .
فكت بشرى زنبيل المقاضي ، وأول شي شافته قدامها قرطاس الزيتون ، وفهمت من كلام الرجال إنه ناوي عليها نية شوم ، لا فيها صدقة أو إحسان . دمعت عينها وقالت : اللهم اكفيني الحرام وكتبت على المنديل بوصلة فحم لقتها في كانون ( وعاء الفحم ) الديوان .
زيتونة بزيتونة أعيش في بيتي حُرّة ومصيونة
ولا تزل رجّلي في الحرام وأنا التقية بنت الكرام
حطت بشرى منديلها القديم والمخرق من كل مكان ، فوق زنبيل المقاضي وفكت الباب وخرجت قوام . ورجعت البيت دخلت الحمام ، اتروشّت ( اتنظفت ) وصلت ركعتين لربها إلا ما زلت رجلها في الحرام ، علشان لقمة طعام . وعلى قول المثل : ( كل مازل اللسان صار نتّان وآخره في الحمام ) . وقالت : توبة يارب أعيش وأموت ، ماخرجت أدور فضلك عند ناس لئام .
حكت بشرى أم زوجها بللي جرى عليها وحصل لها . قالت لها : والله يابنتي من وقتها وأنا جالسة أدعيلك ، الله يحميك وبالسلامة يجبيك . ولُمّت نفسي بعد ماخرجتي على طلبي ، وبركة ماصار شي نندم عليه .
ثاني يوم جلس فالح على القهوة يشرب الشاهي مع أصحابه زي العادة . لقي منديل مرته مع واحد منهم سيرته ( سمعته ) يالطيف عل كل لسان ، داير مع النسوان ، والرجال يحكي مفجوع ، من صاحبة المنديل ، إلا غرقت وجهها ومنديلها بالدموع .
أستدرج فالح صاحبه في الكلام ، عن صاحبة المنديل . وجرجر لسانه عنه بكلمتين ، حتى فهم منه إنها زي مادخلت خرجت . مامسها ولا عرف عنها أي شي كان ، ورمى منديلها على للأرض وقام قرفان .
جلس فالح في القهوة الين ( حتى ) قاموا الجميع وراحوا ، لقط المنديل وأخذه وقرأ الكلام إللي مكتوب عليه . لام نفسه على بخله ولؤمه ، إلا بغي يضّيع بيهم ناسه وأهله .
راح فالح على السوق ، وقضّى مقاضي من كل نوع إلا الزيتون . وحط الزنبيل في الخزانة ( غرفة صغيرة في البيت ) . وراح أنسدح في المبيت .
جاعت بشرى وراحت على الخزانة تبغى تاخذ قرطاس الزيتون زي العادة ، لقت الزنبيل مليان شي وشويات ومكلف حتى من المكسرات ، وفوقه منديلها إلا عليه الكتابات . أنفجعت بشرى وخافت وراحت مرعوبة لخالتها وقالت لها :
الحقي يا ستي
سيدي درى .
ردت عليها خالتها وقالت لها : لا شي حصل ولاشي جرى .
سمعهم فالح ورد عليهم وقال : كلب ابن كلب إلا ما يأكل المرة
ويجيب لنفسه العار والخزى .
اتأسفت بشرى لزوجها على خروجها من البيت بغير علمه ، وأتأسف هو كمان على لؤمه وبخله .
وبكدة أتعدل الرجال وانصلح حاله ، وبطل البخل وصار ينفق ماله على أهله وعياله ..
وتوتة توتة فرغت الحدوتة .
لو كان بيتي قريب كان جبت لكم شوية لوز وزبيب
ولو كانت طاقية كريم ماهي مخروقة كان جبت لكم شوية مسلوقة .
المرجع
مكلف شي وشويات من حكم والغاز وحكايات
جمع وتأليف
الأستاذة عزيزة عبد الله محمد الصيرفي
1430 هـ - 2009 م
وحدوا الله ..... لا إله إلا الله
وإللي عليه ذنب وخطية يقول أستغفر الله . أستغفر الله
ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان . كان في واحد رجال إسمه فالح ، بخيل جداً جداً على أمه ومرته . ولا يجيب لهم من المقاضي إلا يادوب على قد اللقمة ، وزنبيله من قرطاس الزيتون مايفضه . كل يوم زيتون زيتون الين انحرق قلبهم من أكل الزيتون . وكل ما قالواله أهله : غير بدل زهقنا خلاص من أكل الزيتون . أندار لهم بكلام ونصايح عن فوايد الزيتون وأكل الزيتون .
في يوم من الأيام قالت خالة وردة لمرة ولدها بشرى : قومي يابنتي وروحي دوري لنا أكل غير الزيتون قالت لها بشرى : وووه يا ستي ... أدور فين وأمد يدي لمين . وأنا مين وبنت مين . والحمد لله حالنا أحسن من غيرنا وإنا كدة برضه نعمة ورضا ، وما تعرفي الكلام إللي أنقال :
[ من وُهِبّ له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات ] .
قالت لها خالة وردة : يا بنتي الحاجة حواجة ، قلبي انحرق من أكل الزيتون ، وفمي مرّر من مصمصت البزور ، وزوجك لو نموت مايجيب غير الزيتون .
خرجت بشرى مغصوبة ، وعلى جلدة وجهها مجرورة ، ودموعها على خدها تسيل ، تمسحها بمنديلها القديم . وكان في واحد رجال رايح على السوق بزنبيل المقاضي . شاف بشرى وهي ماشية حزينة وراسها في الأرض مرخية . وكان يالطيف من إللي
نيتهم خبيثة ، يصطاد في الموية العكرة . قرب منها بكل حنان وشفقة ، وسألها عن سبب خروج الدمعة . سكتت بشرى مارضيت تقول له عن عازتها ، ولا فين حارتها . قال لها : ادخلي يابنت الناس الديوان ، استريحي واتبردي ، ومن موية الزير الباردة اشربي . وأنا أنقز للسوق أقضّي ، وأرجعلك بسرعة ياست أهلي .
خرج الرجال من البيت طيران ، وراح على السوق قضّى مقاضي أشكال وألوان ، ورجع على البيت فرحان ، لقى له صيدة حلو ياسلام .
دخلت بشرى البيت ومشيت في دهليز طويل ، ومن فسحة لفسحة لقت نفسها في ديوان جميل . قالت في نفسها ارتاح وأتبرد شوية ، حتى تكسر شمس الظهرية .
جا الرجال وحط الزنبيل قدام بشرى . وأخذ منه مقاضي وخلى الباقي . وقال لها : أطلع فوق عند مرتي أقول لها عندي ضيوف من جيزان ، جالسين في الديوان ، وارجع اجلس معاك قوام .
فكت بشرى زنبيل المقاضي ، وأول شي شافته قدامها قرطاس الزيتون ، وفهمت من كلام الرجال إنه ناوي عليها نية شوم ، لا فيها صدقة أو إحسان . دمعت عينها وقالت : اللهم اكفيني الحرام وكتبت على المنديل بوصلة فحم لقتها في كانون ( وعاء الفحم ) الديوان .
زيتونة بزيتونة أعيش في بيتي حُرّة ومصيونة
ولا تزل رجّلي في الحرام وأنا التقية بنت الكرام
حطت بشرى منديلها القديم والمخرق من كل مكان ، فوق زنبيل المقاضي وفكت الباب وخرجت قوام . ورجعت البيت دخلت الحمام ، اتروشّت ( اتنظفت ) وصلت ركعتين لربها إلا ما زلت رجلها في الحرام ، علشان لقمة طعام . وعلى قول المثل : ( كل مازل اللسان صار نتّان وآخره في الحمام ) . وقالت : توبة يارب أعيش وأموت ، ماخرجت أدور فضلك عند ناس لئام .
حكت بشرى أم زوجها بللي جرى عليها وحصل لها . قالت لها : والله يابنتي من وقتها وأنا جالسة أدعيلك ، الله يحميك وبالسلامة يجبيك . ولُمّت نفسي بعد ماخرجتي على طلبي ، وبركة ماصار شي نندم عليه .
ثاني يوم جلس فالح على القهوة يشرب الشاهي مع أصحابه زي العادة . لقي منديل مرته مع واحد منهم سيرته ( سمعته ) يالطيف عل كل لسان ، داير مع النسوان ، والرجال يحكي مفجوع ، من صاحبة المنديل ، إلا غرقت وجهها ومنديلها بالدموع .
أستدرج فالح صاحبه في الكلام ، عن صاحبة المنديل . وجرجر لسانه عنه بكلمتين ، حتى فهم منه إنها زي مادخلت خرجت . مامسها ولا عرف عنها أي شي كان ، ورمى منديلها على للأرض وقام قرفان .
جلس فالح في القهوة الين ( حتى ) قاموا الجميع وراحوا ، لقط المنديل وأخذه وقرأ الكلام إللي مكتوب عليه . لام نفسه على بخله ولؤمه ، إلا بغي يضّيع بيهم ناسه وأهله .
راح فالح على السوق ، وقضّى مقاضي من كل نوع إلا الزيتون . وحط الزنبيل في الخزانة ( غرفة صغيرة في البيت ) . وراح أنسدح في المبيت .
جاعت بشرى وراحت على الخزانة تبغى تاخذ قرطاس الزيتون زي العادة ، لقت الزنبيل مليان شي وشويات ومكلف حتى من المكسرات ، وفوقه منديلها إلا عليه الكتابات . أنفجعت بشرى وخافت وراحت مرعوبة لخالتها وقالت لها :
الحقي يا ستي
سيدي درى .
ردت عليها خالتها وقالت لها : لا شي حصل ولاشي جرى .
سمعهم فالح ورد عليهم وقال : كلب ابن كلب إلا ما يأكل المرة
ويجيب لنفسه العار والخزى .
اتأسفت بشرى لزوجها على خروجها من البيت بغير علمه ، وأتأسف هو كمان على لؤمه وبخله .
وبكدة أتعدل الرجال وانصلح حاله ، وبطل البخل وصار ينفق ماله على أهله وعياله ..
وتوتة توتة فرغت الحدوتة .
لو كان بيتي قريب كان جبت لكم شوية لوز وزبيب
ولو كانت طاقية كريم ماهي مخروقة كان جبت لكم شوية مسلوقة .
المرجع
مكلف شي وشويات من حكم والغاز وحكايات
جمع وتأليف
الأستاذة عزيزة عبد الله محمد الصيرفي
1430 هـ - 2009 م
