أحمد كتبي
04-15-2012, 02:10 PM
خالد أخو عرفطة
خالد أخو عرفطة . وهو ابن عمر أوس بن ثابت ، وقد تقدم نسبه في أوس بن ثابت أخي حسان .
أخبرنا أبو موسى إجازة ، أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد ، ومعبد بن عبد الواحد بن محمود قالا : أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم ، حدثنا أبو الشيخ ، أخبرنا أبو يحيى الرازي ، حدثنا سهل بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن الأحلج الكندي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : " كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الولد الصغير حتى يدركوا ، فمات رجل من الأنصار يقال له : أوس بن ثابت ، وترك بنتين وابناً صغيراً ، فجاء ابنا عمه ، وهما عصبته ، فأخذا ميراثه ، فقالت امرأته لهما : تزوجا ابنتيه ، وكان بهما دمامة ، فأبيا . فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، توفي أوس وترك ابناً وابنتين ، فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة فأخذ ميراثه ، فقلت لهما : تزوجا ابنتيه فأبيا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أدري ما أقول ؟ وما جاءني من الله عز وجل في هذا شيء " ، فأنزل الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم : { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء } . الآية ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد وعرفطة فقال : " لا تحركا من الميراث شيئاً ، فإنه قد أنزل الله عز وجل عليّ شيئاً ، وأخبرت فيه أن للذكر والأنثى نصيباً " ، ثم نزل بعد علي النبي صلى الله عليه وسلم : { ويَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ } . الآية ، فدعاهما أيضاً وقال : " لا تحركا في الميراث شيئاً " ، ثم نزل علي النبي صلى الله عليه وسلم : { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ } إلى قوله : { وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ } . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالميراث ، فأعطى المرأة الثمن ، وقسم ما بقي ، للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلما بلغ ذلك العرب جاء عيينة بن حصن ، في ناس من العرب ، فقالوا : يا رسول الله ، ماذا بلغنا عنك ؟ قال : " وما بلغكم " ؟ قالوا : بلغنا أنك ورثت الصغار الذين لم يركبوا الخيل ، ولم يحرزوا الغنيمة ، وورثت البنات اللاتي يذهبن بالمال إلى الأباعد ، قال : فقرأ عليهم القرآن ، وأمرهم بما أمرهم الله عز وجل به . وفي غير هذه الرواية : أن الوارثين : قتادة وعرفطة ، وأن المرأة يقال لها: أم كجة .
أخرجه أبو موسى .
قلت : قد تقدم في أوس بن ثابت أنه قتل بأحد ، وقيل : بقي إلى خلافة عثمان ، وقد ذكر في هذا الحديث أنه توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح ، لأن عيينة بن حصن لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من غزواته إلا الفتح ، وكان حينئذ مشركاً ، وقيل : بل أسلم قبل الفتح بيسير ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، وهذا بعد أحد ، وقيل : مات بعد خلافة عثمان رضي الله عنه بمدة طويلة ، ولم يذكروا كلهم في أوس بن ثابت إلا أوس بن ثابت أخا حسان بن ثابت ، فإذا كان أوس قد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو في خلافة عثمان ، فلا حاجة أن يقال : ورثه ابنا عمه ، فإن أخاه حسان كان حياً ، فكان ورثه دون ابني عمه ، فينبغي أن يمون غير أخي حسان حتى تصح القصة ، ولم يذكروا غيره ، والله أعلم .
المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير
خالد أخو عرفطة . وهو ابن عمر أوس بن ثابت ، وقد تقدم نسبه في أوس بن ثابت أخي حسان .
أخبرنا أبو موسى إجازة ، أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد ، ومعبد بن عبد الواحد بن محمود قالا : أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم ، حدثنا أبو الشيخ ، أخبرنا أبو يحيى الرازي ، حدثنا سهل بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن الأحلج الكندي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : " كان أهل الجاهلية لا يورثون البنات ولا الولد الصغير حتى يدركوا ، فمات رجل من الأنصار يقال له : أوس بن ثابت ، وترك بنتين وابناً صغيراً ، فجاء ابنا عمه ، وهما عصبته ، فأخذا ميراثه ، فقالت امرأته لهما : تزوجا ابنتيه ، وكان بهما دمامة ، فأبيا . فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، توفي أوس وترك ابناً وابنتين ، فجاء ابنا عمه خالد وعرفطة فأخذ ميراثه ، فقلت لهما : تزوجا ابنتيه فأبيا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أدري ما أقول ؟ وما جاءني من الله عز وجل في هذا شيء " ، فأنزل الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم : { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء } . الآية ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد وعرفطة فقال : " لا تحركا من الميراث شيئاً ، فإنه قد أنزل الله عز وجل عليّ شيئاً ، وأخبرت فيه أن للذكر والأنثى نصيباً " ، ثم نزل بعد علي النبي صلى الله عليه وسلم : { ويَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ } . الآية ، فدعاهما أيضاً وقال : " لا تحركا في الميراث شيئاً " ، ثم نزل علي النبي صلى الله عليه وسلم : { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ } إلى قوله : { وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ } . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالميراث ، فأعطى المرأة الثمن ، وقسم ما بقي ، للذكر مثل حظ الأنثيين ، فلما بلغ ذلك العرب جاء عيينة بن حصن ، في ناس من العرب ، فقالوا : يا رسول الله ، ماذا بلغنا عنك ؟ قال : " وما بلغكم " ؟ قالوا : بلغنا أنك ورثت الصغار الذين لم يركبوا الخيل ، ولم يحرزوا الغنيمة ، وورثت البنات اللاتي يذهبن بالمال إلى الأباعد ، قال : فقرأ عليهم القرآن ، وأمرهم بما أمرهم الله عز وجل به . وفي غير هذه الرواية : أن الوارثين : قتادة وعرفطة ، وأن المرأة يقال لها: أم كجة .
أخرجه أبو موسى .
قلت : قد تقدم في أوس بن ثابت أنه قتل بأحد ، وقيل : بقي إلى خلافة عثمان ، وقد ذكر في هذا الحديث أنه توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح ، لأن عيينة بن حصن لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من غزواته إلا الفتح ، وكان حينئذ مشركاً ، وقيل : بل أسلم قبل الفتح بيسير ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، وهذا بعد أحد ، وقيل : مات بعد خلافة عثمان رضي الله عنه بمدة طويلة ، ولم يذكروا كلهم في أوس بن ثابت إلا أوس بن ثابت أخا حسان بن ثابت ، فإذا كان أوس قد توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو في خلافة عثمان ، فلا حاجة أن يقال : ورثه ابنا عمه ، فإن أخاه حسان كان حياً ، فكان ورثه دون ابني عمه ، فينبغي أن يمون غير أخي حسان حتى تصح القصة ، ولم يذكروا غيره ، والله أعلم .
المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير