شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : خالد بن زيد بن كليب


أحمد كتبي
04-08-2012, 01:48 PM
خالد بن زيد بن كليب
خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار ، واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر ، أبو أيوب الأنصاري الخزرجي ، وأمه‏ :‏ هند بنت سعيد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج‏ .‏ وهو مشهود بكنيته‏ .‏

شهد العقبة ، وبدراً ، وأحداً ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عقبة وابن إسحاق وعروة وغيرهم ‏.‏
ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً نزل عليه ، وأقام عنده حتى بنى حجره ومسجده ، وانتقل إليها ، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير‏ .‏

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، قال‏ :‏ فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم خمساً ، يعني بني عمرو بن عوف ، وبنو عمرو يزعمون أنه أقام أكثر من ذلك ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فاعترضه بنو سالم بن عوف ، فقالوا‏ :‏ يا رسول الله ، هلم إلى العدد والعدة والقوة ، انزل بين أظهرنا‏ .‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏"‏ خلوا سبيلها فإنها مأمورة‏ " ‏‏.‏ ثم مر ببني بياضة فاعترضوه فقالوا مثل ذلك ، ثم مر ببني ساعدة فقالوا مثل ذلك ‏.‏ فقال ‏:‏ ‏"‏ خلوا سبيلها فإنها مأمورة " ، ثم مر بأخواله بني عدي بن النجار فقالوا‏ : ‏هلم إلينا أخوالك ‏.‏ فقال مثل ذلك ، فمر ببني مالك بن النجار فبركت على باب مسجده ، ثم التفتت‏ .‏ ثم انبعثت ثم كرت إلى مبركها الذي انبعثت منه ، فبركت فيه ، ثم تحللت في مناخها ورزمت فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ، فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله ، فأدخله بيته ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد‏ .‏

وأخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك ، حدثنا أبو كامل ، أخبرنا الليث بن سعد ح قال أحمد‏ :‏ وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا يونس بن محمد أخبرنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن أبي رهم السماعي ، أن أبا أيوب حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في بيته الأسفل ، وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة ، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شقفاً أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق ، فقلت‏ :‏ يا رسول الله ، إنه ليس ينبغي أن نكون فوقك ، فانتقل إلى الغرفة ‏.‏ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمتاعه فنقل ، فقلت‏ :‏ يا رسول الله ، كنت ترسل إلي بالطعام ، فانظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت فيه يدي ، حتى كان هذا الطعام الذي أرسلت به إلي ، فنظرت فلم أرى أثر أصابعك ‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏" ‏أجل ، إن فيه بصلاً ، فكرهت أن آكل من أجل الملك ، وأما أنتم فكلوا‏ "‏‏ .‏ وقد روي أن الطعام كان فيه ثوم ، وهو الأكثر‏ .‏ والله أعلم‏ .‏

روى حبيب بن أبي ثابت ، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن ابن عباس‏ :‏ أن أبا أيوب أتى ابن عباس ، فقال له‏ :‏ يا أبا أيوب ، إني أريد أن أخرج لك عن مسكني ، كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسكنك ، وأمر أهله فخرجوا ، وأعطاه كل شيء أغلق عليه بابه فلما كان خلافة علي قال‏ :‏ ما حاجتك‏ ؟‏ قال‏ :‏ حاجتي عطائي ، وثمانية أعبد يعملون في أرض ، وكان عطاؤه أربعة آلاف فأضعهما له خمس مرات ، فأعطاه عشرين ألفاُ وأربعين عبداً ، وكان أبو أيوب ممن شهد مع علي رضي الله عنهما حروبه كلها ولزم الجهاد ، وقال‏ :‏ قال الله تعالى ‏:‏ ‏{ ‏انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً‏ } ‏‏.‏ فلا أجدني إلا خفيفاً أو ثقيلاً‏ .‏ ولم يتخلف عن الجهاد إلا عاماً واحداً ، فإنه استعمل على الجيش رجل شاب ، فقعد ذلك العام ، فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول ‏:‏ ما علي من استعمل علي ‏.‏

روى عنه من الصحابة ابن عباس ، وابن عمر ، والبراء بن عازب ، وأبو أمامة ، وزيد بن خالد الجهني ، والمقدم بن معد يكرب ، وأنس بن مالك ، وجابر بن سمرة ، وعبد الله بن يزيد الخطمي ، ومن التابعين‏ :‏ سعيد بن المسيب ، وعروة ، وسالم بن عبد الله ، وأبو سلمة ، وعطاء بن يسار ، وعطاء بن يزيد ، وغيرهم ‏.‏

وفي أبو أيوب مجاهداً سنة خمسين ، وقيل ‏:‏ سنة إحدى وخمسين ، وقيل‏ :‏ سنة اثنتين وخمسين ، وهو الأكثر ، وكان في جيش ، وأمير ذلك الجيش يزيد بن معاوية ، فمرض أبو أيوب ، فعاد يزيد ، فدخل عليد يعوده فقال‏ :‏ ما حاجتك‏ ؟‏ قال‏ :‏ حاجتي إذا أنا مت فاركب ثم سغ في أرض العدو ما وجدت مساغاً فإذا لم تجد مساغاً فادفني ثم ارجع ، فتوفي ، ففعل الجيش ذلك ، ودفنوه بالقرب من القسطنطينية ، وقبره بها يستسقون به ، وسنذكر طرفاً من أخباره في كنيته ، إن شاء الله تعالى‏ .‏

أخرجه الثلاثة ‏.‏

المرجع
أسد الغابة في معرفة الصحابة - لابن الأثير