جمانة كتبي
03-30-2012, 09:29 PM
لـذّة الآخـرة
اللَّذَة من حيث هي مطلوبة للإنسان ، بل ولكل حيٍّ ، فلا تذمُّ من جهة كونها لذة ، وإنما تذمُّ ويكون تركها خيرًا من نيلها وأنفع إذا تضمّنت فواتَ لذة أعظم منها وأكمل ، أو أعقبت ألمًا حصولُه أعظمُ من ألم فواتها .
فها هنا يظهر الفرق بين العاقل الفَطِن والأحمق الجاهل . فمتى عَرَف العقلُ التفاوتَ بين اللذتين والألَمين ، وأنه لا نسبة لأحدهما إلى الآخر ، هان عليه ترك أدنى اللذتين لتحصيل أعلاهما ، واحتمالُ أيسرِ الألمين لدفع أعلاهما .
وإذا تقررت هذه القاعدة ، فلذة الآخرة أعظم وأدْوَم ، ولذةُ الدنيا أصغرُ وأقصر ، وكذلك ألمُ الآخرة وألم الدنيا .
والعَوَّل في ذلك على الإيمان واليقين ، فإذا قَويَ اليقين وباشر القلبَ آثرَ الأعلى على الأدنى في جانب اللذة واحتمَل الألم الأسهل على الأصعب . والله المستعان .
http://im14.gulfup.com/2012-01-06/1325803018671.jpg" alt=""/>
المصدر : كتاب [ الـفـوائـد | للإمام ابن قيِّم الجوزية ] المكتبة العصرية ببيروت – 1432هـ .
اللَّذَة من حيث هي مطلوبة للإنسان ، بل ولكل حيٍّ ، فلا تذمُّ من جهة كونها لذة ، وإنما تذمُّ ويكون تركها خيرًا من نيلها وأنفع إذا تضمّنت فواتَ لذة أعظم منها وأكمل ، أو أعقبت ألمًا حصولُه أعظمُ من ألم فواتها .
فها هنا يظهر الفرق بين العاقل الفَطِن والأحمق الجاهل . فمتى عَرَف العقلُ التفاوتَ بين اللذتين والألَمين ، وأنه لا نسبة لأحدهما إلى الآخر ، هان عليه ترك أدنى اللذتين لتحصيل أعلاهما ، واحتمالُ أيسرِ الألمين لدفع أعلاهما .
وإذا تقررت هذه القاعدة ، فلذة الآخرة أعظم وأدْوَم ، ولذةُ الدنيا أصغرُ وأقصر ، وكذلك ألمُ الآخرة وألم الدنيا .
والعَوَّل في ذلك على الإيمان واليقين ، فإذا قَويَ اليقين وباشر القلبَ آثرَ الأعلى على الأدنى في جانب اللذة واحتمَل الألم الأسهل على الأصعب . والله المستعان .
http://im14.gulfup.com/2012-01-06/1325803018671.jpg" alt=""/>
المصدر : كتاب [ الـفـوائـد | للإمام ابن قيِّم الجوزية ] المكتبة العصرية ببيروت – 1432هـ .