م.أديب الحبشي
03-25-2012, 12:34 PM
الغناء والموسيقى..في جدة
غناء الأفراح النسائي
كانت العادة أن تقام سهرة نسائية قبل الدخلة بليلة واحدة يجتمعن خلالها ويشدين بجمل إيقاعية . ثم تقوم إحداهن بحمل : زبدية " أي طاسة ويرددن " يا ليحة . يا ليحة ، والعسل في الزبدية " فينهضن النساء اللائي يرغبن بحركة راقصة ويسقطن في الزبدية قطعاً من النقود الفضية كنوع من المجاملة وأداء واجب.
وكان أهل العروسة في ليلة الدخلة يستأجرن ما يطلق عليهن " المزحفات " – ¬جلسة طبل وغناء- ومن أشهر الفرق آنذاك نسبة لصاحباتها : فتاحة ، جوهرية ، عتيبية ، نجدية . ولكل واحدة منهن مجموعتها التي تمثل فرقها الخاصة . وأغلبهن من المعاتيق . .
ومن الأغاني التي كانت متداولة في تلك المناسبة :
يا بيضة يا بياض اللولو = واللولو أشتكى من خده
راحت شكوته للقاضي = والقاضي سافر بغداد
يجيب لك عقود في أوراق = يا بيضة سبيتي العشاق
دا مهر الأكابر غالي =
ومنها أيضاً:
عريسنا الغندور = والعطر في خده
جابوا المشالح عجب = قاسوها. جات قده
جابوا الملابس عجب = قاسوها. جات قده
جابوا العمائم عجب = قاسوها. جات قده
وما شابه ذلك . . .. . ..
ويبدو أن أهل جدة مغرمون بالحس الغنائي مما يدل على درجة عالية من الذرق ورقة الأحاسيس . . فحينما كنت تسير في الأسواق تجد أن كل صاحب بضاعة أو صنعة يعرض بضاعته بالغناء . بأصوات جميلة تنادى بالمجرور أو الفرعي دانات وأنغام منظومة أو مسجوعة . . وتسمعهم يصدحون :
فبائع المشمش يقول:
يا مورد الخدين يا مشمش = الحواجب سود والعيون تربش
وبائع البرشوم " التين الشوكي " يقول:
يا برشومي يا نبات = فين أقيل فين أبات
من المعسل أشرب يا وليد = يا مال الشفا يا نبات
وبائع الدندرمة " الأيس كريم " يقول:
يا دندرمة بالحليب = تعالوا شوفوا شي عجيب
تعال تعالي برد يا حبيب = تعال أشرب بالحليب
تعال أشرب ياحنون = تعال أشرب بالليمون
وبائع الرطب يقول:
يازين يا حليل الزين = يا غائب سنة وشهرين
يا زين حالي يا رُطب = ضيع حساني دا العسل
عبوا الزبادي للعسل = يا زين يحاليل الزين
ونجد أن بائعي الحلوى يودعون شهر رمضان الكريم ويصدحون:
بعودة من العايدين = إنشاء الله
وبعودة ويتمها الجميل =
كذلك ................
لنا على سيدي الكريم عادة =
والله الكريم يا سيدي = ما ينسى العوائد
وبعودة يا رمضان بعودة = ومن العايدين إنشاء الله
وكذا تباع السوبيا وغيرها .. وفي موسم الحج وهو موسم التجارة يردد الباعة :
جوكِ يا عرفات جوكِ = حفايا . عرايا مقشعين الروس جوكِ
وفي وداع الحجاج قرب انتهاء الموسم يرددون:
حجوا ونالوا مناهم = طلبوا سيدي الكريم أعطاهم
يا بختهم يا هناهم = يا رب سنة تكتبنا معاهم
ومن العايدين . ومن العايدين
وعلي هذا كانت أسواق جدة نري وتسمع فيها مايسر ويبهج المرتادين . . ولاغرابة لما قيل من أن ( الخليل بن أحمد ) قد أستوحى موازين الشعر من سوق الحدادين .
وكذا نجد أصحاب الحرف أيضاً وهم يمارسون أعمالهم يرددون بأصوات عذبة أغانيهم الجملية ليشدوا بها من أزرهم .
وفي أوائل النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري بدأت جدة ثمل مدن الحجاز الأخرى تعرف ما يسمى ( صندوق الغناء ) أو ( الحاكي ) "جرامافون " وتسمى شنطة الغناء التي كانت تدخل البلاد في سوية " تهريب " وكذا الاسطوانات الغنائية . .وكانوا حينما يشغلونه في المنازل أو الرحلات يحشون باطن الجهاز بالشراشف أو المناشف للحد من ارتفاع صوته حتى لا يسمع من خارج البيت باعتباره كان ممنوعاً . . وكانت الاسطوانات تصل مهربة من مصر والعراق والبحرين وعدن . . وأول من استورد ( الحاكي الإنجليزي) الحديث آنذاك - وكان يسمى صوت سيده هو التاجر المعروف / سعيد بن زقر . . أما مستوردي الاسطوانات فقد كان من أشهرهم بجدة : عمر متبولي محمود يغمور ..
ومن أشهر الأغاني التي كانت منتشرة في اسطوانات آنذاك . ما يلي :
فتكات لحظكالشيخ يوسفعيون المهاناظم الغزاليعليك سلام اللهسلامة حجازيأشكو الغرام وإِنت عني غافلسلامة حجازيسمحت بارسال الدموع محاجريسلامة حجازيأراك عصى الدمعالمتحجبصاح في العاشقينعبدالرحيم الصفحمالت على يدهاعبدالرحيم الصفحجددي يا نفس حظكعبدالحي حلميغيري على السلوان قادرالشيخ / محمد أبو العلايا أم العبايا حلوة عباتكسهام رفقي
كذلك اشتهرت بعض الأغاني مثل : يأبو الزلف يابا يا بربري يا فنجرى . وأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب . وغيرها . .
أما بشأن أشهر أغنية سعودية انتشرت في العالم العربي منذ حوالي سبعين عاماً فهي ( يا ريم وادي ثقيف ) كلمات سمو الأمير عبد الله الفيصل وغناء الفنان طارق عبد الحكيم .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
غناء الأفراح النسائي
كانت العادة أن تقام سهرة نسائية قبل الدخلة بليلة واحدة يجتمعن خلالها ويشدين بجمل إيقاعية . ثم تقوم إحداهن بحمل : زبدية " أي طاسة ويرددن " يا ليحة . يا ليحة ، والعسل في الزبدية " فينهضن النساء اللائي يرغبن بحركة راقصة ويسقطن في الزبدية قطعاً من النقود الفضية كنوع من المجاملة وأداء واجب.
وكان أهل العروسة في ليلة الدخلة يستأجرن ما يطلق عليهن " المزحفات " – ¬جلسة طبل وغناء- ومن أشهر الفرق آنذاك نسبة لصاحباتها : فتاحة ، جوهرية ، عتيبية ، نجدية . ولكل واحدة منهن مجموعتها التي تمثل فرقها الخاصة . وأغلبهن من المعاتيق . .
ومن الأغاني التي كانت متداولة في تلك المناسبة :
يا بيضة يا بياض اللولو = واللولو أشتكى من خده
راحت شكوته للقاضي = والقاضي سافر بغداد
يجيب لك عقود في أوراق = يا بيضة سبيتي العشاق
دا مهر الأكابر غالي =
ومنها أيضاً:
عريسنا الغندور = والعطر في خده
جابوا المشالح عجب = قاسوها. جات قده
جابوا الملابس عجب = قاسوها. جات قده
جابوا العمائم عجب = قاسوها. جات قده
وما شابه ذلك . . .. . ..
ويبدو أن أهل جدة مغرمون بالحس الغنائي مما يدل على درجة عالية من الذرق ورقة الأحاسيس . . فحينما كنت تسير في الأسواق تجد أن كل صاحب بضاعة أو صنعة يعرض بضاعته بالغناء . بأصوات جميلة تنادى بالمجرور أو الفرعي دانات وأنغام منظومة أو مسجوعة . . وتسمعهم يصدحون :
فبائع المشمش يقول:
يا مورد الخدين يا مشمش = الحواجب سود والعيون تربش
وبائع البرشوم " التين الشوكي " يقول:
يا برشومي يا نبات = فين أقيل فين أبات
من المعسل أشرب يا وليد = يا مال الشفا يا نبات
وبائع الدندرمة " الأيس كريم " يقول:
يا دندرمة بالحليب = تعالوا شوفوا شي عجيب
تعال تعالي برد يا حبيب = تعال أشرب بالحليب
تعال أشرب ياحنون = تعال أشرب بالليمون
وبائع الرطب يقول:
يازين يا حليل الزين = يا غائب سنة وشهرين
يا زين حالي يا رُطب = ضيع حساني دا العسل
عبوا الزبادي للعسل = يا زين يحاليل الزين
ونجد أن بائعي الحلوى يودعون شهر رمضان الكريم ويصدحون:
بعودة من العايدين = إنشاء الله
وبعودة ويتمها الجميل =
كذلك ................
لنا على سيدي الكريم عادة =
والله الكريم يا سيدي = ما ينسى العوائد
وبعودة يا رمضان بعودة = ومن العايدين إنشاء الله
وكذا تباع السوبيا وغيرها .. وفي موسم الحج وهو موسم التجارة يردد الباعة :
جوكِ يا عرفات جوكِ = حفايا . عرايا مقشعين الروس جوكِ
وفي وداع الحجاج قرب انتهاء الموسم يرددون:
حجوا ونالوا مناهم = طلبوا سيدي الكريم أعطاهم
يا بختهم يا هناهم = يا رب سنة تكتبنا معاهم
ومن العايدين . ومن العايدين
وعلي هذا كانت أسواق جدة نري وتسمع فيها مايسر ويبهج المرتادين . . ولاغرابة لما قيل من أن ( الخليل بن أحمد ) قد أستوحى موازين الشعر من سوق الحدادين .
وكذا نجد أصحاب الحرف أيضاً وهم يمارسون أعمالهم يرددون بأصوات عذبة أغانيهم الجملية ليشدوا بها من أزرهم .
وفي أوائل النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري بدأت جدة ثمل مدن الحجاز الأخرى تعرف ما يسمى ( صندوق الغناء ) أو ( الحاكي ) "جرامافون " وتسمى شنطة الغناء التي كانت تدخل البلاد في سوية " تهريب " وكذا الاسطوانات الغنائية . .وكانوا حينما يشغلونه في المنازل أو الرحلات يحشون باطن الجهاز بالشراشف أو المناشف للحد من ارتفاع صوته حتى لا يسمع من خارج البيت باعتباره كان ممنوعاً . . وكانت الاسطوانات تصل مهربة من مصر والعراق والبحرين وعدن . . وأول من استورد ( الحاكي الإنجليزي) الحديث آنذاك - وكان يسمى صوت سيده هو التاجر المعروف / سعيد بن زقر . . أما مستوردي الاسطوانات فقد كان من أشهرهم بجدة : عمر متبولي محمود يغمور ..
ومن أشهر الأغاني التي كانت منتشرة في اسطوانات آنذاك . ما يلي :
فتكات لحظكالشيخ يوسفعيون المهاناظم الغزاليعليك سلام اللهسلامة حجازيأشكو الغرام وإِنت عني غافلسلامة حجازيسمحت بارسال الدموع محاجريسلامة حجازيأراك عصى الدمعالمتحجبصاح في العاشقينعبدالرحيم الصفحمالت على يدهاعبدالرحيم الصفحجددي يا نفس حظكعبدالحي حلميغيري على السلوان قادرالشيخ / محمد أبو العلايا أم العبايا حلوة عباتكسهام رفقي
كذلك اشتهرت بعض الأغاني مثل : يأبو الزلف يابا يا بربري يا فنجرى . وأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب . وغيرها . .
أما بشأن أشهر أغنية سعودية انتشرت في العالم العربي منذ حوالي سبعين عاماً فهي ( يا ريم وادي ثقيف ) كلمات سمو الأمير عبد الله الفيصل وغناء الفنان طارق عبد الحكيم .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)