ريمة مطهر
02-17-2012, 11:35 PM
العفيفة الحصان
قال رجل تاجر : كنت ذات ليلة في منزلي ، فقرع عليَّ الباب قارع ، وإذا أنا بشابة جميلة ، تُخْجِل البدر ، وكأنها الشمس في وسط النهار ، فشكت إلى جوعاً ، فحادثتها ثم راودتها عن نفسها ، فقالت : الموت ولا معصية ربي ، ثم رجعت من حيث أتت ، وبعد أيام ، عادت وتوسلت إليَّ ، فقلت كما قلت أولاً ، فبكت ، ثم دخلت البيت وقد أشرفت على الهلاك ، ثم قالت : تطعمني لوجه الله ، قلت : لا ، إلا أن تمكنيني من نفسك ، فقالت : الموت خير من عذاب الله فسمعتها تقول وهي منصرفة :
أيا واحداً إحسانه شمل الخلقا *** بسمعك ما أشكو بعينك ما ألقى
لقد صدمتني شدة وخصاصة *** ونازلني ما بعضه يمنع النُّطقا
كأني ظمآن ترى الماء عينه *** فلا غلة تُروى ولا شربة تُسقى
أأعصيك بعد الفضل والجود والهدى *** وكيف وبالطاعات استجلب الرزقا
سأتلفها في نيل حبك سيدي *** عساي بها استوجب القرب والعتقا
قال : فجزعتُ لما سمعت من قولها ، ودخل في قلبي الإيمان ، وقلت لها : عُودي وكُلي وخُذي من المال ما شئت لله ، فقالت : اللهم كما أنرت قلبه ، وهويت لُبَّه ، فأجِب دعاءه ، ولا ترده خائباً ، فكان ما دعت به ، ثم تزوجها .
المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م
قال رجل تاجر : كنت ذات ليلة في منزلي ، فقرع عليَّ الباب قارع ، وإذا أنا بشابة جميلة ، تُخْجِل البدر ، وكأنها الشمس في وسط النهار ، فشكت إلى جوعاً ، فحادثتها ثم راودتها عن نفسها ، فقالت : الموت ولا معصية ربي ، ثم رجعت من حيث أتت ، وبعد أيام ، عادت وتوسلت إليَّ ، فقلت كما قلت أولاً ، فبكت ، ثم دخلت البيت وقد أشرفت على الهلاك ، ثم قالت : تطعمني لوجه الله ، قلت : لا ، إلا أن تمكنيني من نفسك ، فقالت : الموت خير من عذاب الله فسمعتها تقول وهي منصرفة :
أيا واحداً إحسانه شمل الخلقا *** بسمعك ما أشكو بعينك ما ألقى
لقد صدمتني شدة وخصاصة *** ونازلني ما بعضه يمنع النُّطقا
كأني ظمآن ترى الماء عينه *** فلا غلة تُروى ولا شربة تُسقى
أأعصيك بعد الفضل والجود والهدى *** وكيف وبالطاعات استجلب الرزقا
سأتلفها في نيل حبك سيدي *** عساي بها استوجب القرب والعتقا
قال : فجزعتُ لما سمعت من قولها ، ودخل في قلبي الإيمان ، وقلت لها : عُودي وكُلي وخُذي من المال ما شئت لله ، فقالت : اللهم كما أنرت قلبه ، وهويت لُبَّه ، فأجِب دعاءه ، ولا ترده خائباً ، فكان ما دعت به ، ثم تزوجها .
المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م