ريمة مطهر
02-16-2012, 09:31 PM
عابدة واعظة
وهذه عابدة باكية خائفة من العرض على الله تعالى مَثَّلت القيامة بين عينيها ، فكانت تُنادي بحالها كل لحظة : ماذا ستقولين لربك غداً ؟
يقول أبو عبد الرحمن المغازلي : " كانت حكيمة مجاورة بمكة فدخلنا عليها ذات يوم ، فقالت لها امرأة كانت تخدمها : إخوانك جاءوك يحبون أي يسمعوا كلامك ، فبكت طويلاً ، ثم أقبلت علينا فقالت : إخوتي وقرة عيني ، مثَّلوا القيامة بين أعينكم نصب أبصار قلوبكم ، وردُّوا على أنفسكم ما قد تقدَّم من أعمالكم فما ظننتم أنه يجوز في ذلك فارغبوا إلى السيد في قبوله وتمام النعمة فيه ، وما خفتم أن يُردّ في ذلك اليوم عليكم فخذوا في إصلاحه من اليوم ، ولا تغفلوا على أنفسكم فترد عليكم حيث لا يوجد البذل ولا يُقدر على الفداء ، قال : ثم بكت طويلا ً، ثم أقبلت علينا فقالت : إخوتي وقرة عيني ، إنما صلاح الأبدان وفسادها في حسن النية وسوئها .
إخوتي وقرة عيني : إنما نال المتقون المحبة لمحبتهم له وانقطاعهم إليه ، ولولا الله ورسوله ما نالوا ذلك ، فأحبهم عباد الله لحبهم الله ورسوله .
إخوتي وقرة عيني : كلم الخوف قلوب أهله فاقتطعهم والله وشغلهم عن مطاعم اللذات والشهوات .
إخوتي وقرة عيني : بقدر ما تُعرضون عن الله يُعرض عنكم بخيره ، وبقدر ما تُقبلون عليه كذلك يُقبل عليكم ويزيدكم من فضله والله واسع كريم " .
إي ورب العزة : قطَّع الخوف قلوب العارفين فلا تراهم إلا والهين .
قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها محمد : " يا بني إني أعرفك صغيراً طيباً وكبيراً طيباً وكأنك أحدثت حدثاً موبقاً ؛ لما أراك تصنع في ليلك ونهارك ! فقال : يا أماه ، ما يؤمنني أن يكون الله تعالى قد اطلع عليّ وأنا على بعض ذنوبي فمقتني وقال وعزتي وجلالي لا غفرت لك " .
المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م
وهذه عابدة باكية خائفة من العرض على الله تعالى مَثَّلت القيامة بين عينيها ، فكانت تُنادي بحالها كل لحظة : ماذا ستقولين لربك غداً ؟
يقول أبو عبد الرحمن المغازلي : " كانت حكيمة مجاورة بمكة فدخلنا عليها ذات يوم ، فقالت لها امرأة كانت تخدمها : إخوانك جاءوك يحبون أي يسمعوا كلامك ، فبكت طويلاً ، ثم أقبلت علينا فقالت : إخوتي وقرة عيني ، مثَّلوا القيامة بين أعينكم نصب أبصار قلوبكم ، وردُّوا على أنفسكم ما قد تقدَّم من أعمالكم فما ظننتم أنه يجوز في ذلك فارغبوا إلى السيد في قبوله وتمام النعمة فيه ، وما خفتم أن يُردّ في ذلك اليوم عليكم فخذوا في إصلاحه من اليوم ، ولا تغفلوا على أنفسكم فترد عليكم حيث لا يوجد البذل ولا يُقدر على الفداء ، قال : ثم بكت طويلا ً، ثم أقبلت علينا فقالت : إخوتي وقرة عيني ، إنما صلاح الأبدان وفسادها في حسن النية وسوئها .
إخوتي وقرة عيني : إنما نال المتقون المحبة لمحبتهم له وانقطاعهم إليه ، ولولا الله ورسوله ما نالوا ذلك ، فأحبهم عباد الله لحبهم الله ورسوله .
إخوتي وقرة عيني : كلم الخوف قلوب أهله فاقتطعهم والله وشغلهم عن مطاعم اللذات والشهوات .
إخوتي وقرة عيني : بقدر ما تُعرضون عن الله يُعرض عنكم بخيره ، وبقدر ما تُقبلون عليه كذلك يُقبل عليكم ويزيدكم من فضله والله واسع كريم " .
إي ورب العزة : قطَّع الخوف قلوب العارفين فلا تراهم إلا والهين .
قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها محمد : " يا بني إني أعرفك صغيراً طيباً وكبيراً طيباً وكأنك أحدثت حدثاً موبقاً ؛ لما أراك تصنع في ليلك ونهارك ! فقال : يا أماه ، ما يؤمنني أن يكون الله تعالى قد اطلع عليّ وأنا على بعض ذنوبي فمقتني وقال وعزتي وجلالي لا غفرت لك " .
المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م