هذه جوهرة المتشوقة إلى جواهر الجنة

يقول حكيم بن جعفر : " كانت جوهرة امرأة أبي عبد الله البرائي جارية لبعض الملوك ، فعُتقت فخلعت الدنيا ولَزِمت أبا عبد الله البرائي فتزوج بها وتعبَّدت .
وذات يوم من الأيام قالت جوهرة لزوجها أبي عبد الله البرائي : يا أبا عبد الله ، النساء يُحَلين في الجنة إذا دخلنها ؟ قال : نعم ، قال : فصاحت صيحة غُشي عليها ، فلما أفاقت قلت : ما هذا الذي أصابك ؟ قالت : ذكرت حالي تلك ، وما كنت قد نِلت من الدنيا فخشيت والله حرمان الآخرة .
واستعدت هذه المتشوقة إلى السلعة الغالية الجنة بالعبادة والعمل .
يقول زوجها – أعلم الناس بحالها : رأت جوهرة في المنام خياماً مضروبة ، فقالت : لمن ضُربت هذه الخيام ؟ فقيل : للمتهجدين بالقرآن ، فكانت بعد ذلك لا تنام .
يقول زوجها : كانت جوهرة تنبهني من النوم وتقول : يا أبا عبد الله ، " كارواه رفت " معناه : قد سارت القافلة .
مرادها : سارت قافلة الجنة فحيهلا إن كنت ذا همة .


المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م