شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : الحياء .. أخلاق التابعيات


ريمة مطهر
02-16-2012, 09:15 PM
أخلاق التابعيات
الحياء

الحياء تغيّر وانكسار يَعتري المرء من خوف ما يُعاب به وأدناه ترك المنهيات وأعلاه ترك خلاف الأولى وأوسطه ترك ما يُذم في العُرف المقبول والعادات المستحسنة وإذا ذهب الحياء فلا حياة .
إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه *** ولا خير في وجه إذا قلَّ ماؤهُ
حياءك فاحفظه عليك وإنما *** يدل على فعل الكريم حياؤهُ
كذا كانت التابعية حييَّة في كلماتها ، حييَّة في حديثها ، حييَّة في مظهرها ، حييَّة في حركاتها ، حييَّة في سكناتها ، حييَّة مع نفسها ، حييَّة مع غيرها ، غضت طرفها عن معصية الله .
لم تخرج التابعية من بيتها سافرة متبرجة متشبهة بالرجال ، فتنة للشباب ، وغلقت أبواب الفاحشة ومفاتيحها فامتنعت عن الخلوة بالرجال ومخالطتهم وكثرة الحديث معهم ، والخضوع بالقول ، والجلوس على المقاهي وفي النوادي والمسارح ، والغناء .
ومن باب أولى امتنعت عن الرقص أمام غير الرجال أو معهم ، وعن معانقة الفتيان والاستحمام معهم واللعب أمامهم والنظرات ، والقبلات ، واللقاءات ، والابتسامات ...
ومن هنا عاش المجتمع في طهر وعفة وحياء فعلى بنت الإسلام أن تقتدي ببطلات المؤمنات .
أختاه يا بنت الإسلام تحشمي :
أختاه يا بنت الإسلام تحشمي *** لا ترفعي عنك الخمار فتندمي
هذا الخمار يزيد وجهك بهجة *** وحلاوة العينين أن تتلثَّمي
صوني جمالك إن أردت كرامة *** كيلا يصول عليك أدنى ضيغم
لا تُعرضي عن هدي ربك ساعة *** عُضِّي عليه مدى الحياة لتغنمي
ما كان ربك جائراً في شرعه *** فاستمسكي بعراهُ حتى تسلمي
ودعي هراء القائلين سفاهة *** إنِّ التقدم في السفور الأعجمي
إياك إياك الخداع بقولهم *** سمراء يا ذات الجمال تقدمي
إن الذين تبرؤوا عن دينهم *** فهم يبيعون العفاف بدرهم
حلل التبرج إن أردت رخيصة *** أما العفاف فدونه سفك الدم
بنت الجزيرة ما أرى لك شيمة *** هذا التبرج يا فتاة تكلمي
حسناء يا ذات الدلال فإنني *** أخشى عليكِ من الخبيث المجرم
لا تَعْرضي هذا الجمال على الورى *** إلا لزوج أو قريب محرم
لا تُرسلي الشعر الحرير مُرجلاً *** فالناس حولك كالذئاب الحوَّم
لا تمنحي المستشرقين تبسماً *** إلا ابتسامة كاشر مُتجهِّم
أنا لا أحبذ أن أراك جهولة *** إنَّ الجهالة مُرَّة كالعلقم
فتعلمي وتثقفي وتنوري *** والحق يا أختاه أن تتعلمي
لكنني أُمسي وأُصبح قائلاً *** أختاه يا بنت الإسلام تحشمي
فعلى أمة الله أن تبحث عن سر سعادتها ، وطريق نجاتها ، وسر سعادتها تقوى الله ، وطريق نجاتها الصلاة والصيام وحفظ الفرج وطاعة الزوج والخوف من الله .
على من تتحدث مع الرجال الأجانب عن طريق الهاتف أن تقتدي بالتابعيات في عدم الكلام مع الرجال وتصادقهم وتصافحهم وترقص معهم أو تخلو بهم أو تكتب إليهم خطابات أن تمتنع عن هذه المحرمات وتقتدي بالتابعيات .
إذا لم تخش عاقبة الليالي *** ولم تستح فاصنع ما تشاءُ
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى الجود ما بقي الوفاءُ

المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م - بتصرف