سلسبيل كتبي
02-06-2011, 08:56 PM
عادات الأطفال .. المدينة المنورة
تتم الولادة بواسطة الداية " القابلة " داخل البيت ، ولم يكن قد عرف موضوع الولادة في المستشفيات ، فإذا ولد الطفل يحتفل به وبنجاة أمه وفرحة أبيه ، ويظهر النساء الفرحة وذلك بـ " الزغاريد " ، ومن السنة : الأذان في أذن المولود اليمنى ، والإقامة في أذنه اليسرى . وإذا بلغ المولود اليوم السابع من ولادته كان الاحتفال بتسميته . وبهذه المناسبة تعمل وليمة للكبار وأما الصغار فتكون هناك احتفالات خاصة بهم ، وذلك بلبس الجديد ، وإشعال الشموع ، وترديد بعض الأناشيد مثل :
يا رب يا رحمن *** بارك لنا في الغلام
وإن كانت أنثى :
يا مالك البرية *** بارك لنا في البنية
ومن السنة : أن يؤلم للغلام بذبيحتين ، وللبنت ذبيحة واحدة ، وتعرف في الفقه بالعقيقة ، وهي سنة فعلية وقولية حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالإعقاق لسبطيه كل واحد منها كبشين أقرنين ويقدم في هذا المناسبة الرز بالمحمص .
والأسماء التي كانت سائدة في البلاد الإسلامية عموماً وفي مدن الحجاز خصوصاً والمدينة المنورة أخص هي اسم الرسول وأسماء الصحابة ، حتى أنك ترى أن اسم محمد يكرر على عدد الأبناء في البيت الواحد اسم محمد للولد الأول فهو اسم حقيقي ثم يدعى من بعده محمد سعيد مثلاً اسم مركب أو محمد سالم وهم جراً . وشاهدنا حالات كثيرة حتى وقت قريب أن الأب اسمه محمد والأبناء تبدأ أسماؤهم بمحمد مما سبب ارتباك في حياتهم الوظيفية مما دفع إلى عدم قبول الأسماء المركبة رسمياً .
وبالنسبة للبنات يطلق عليهن أسماء بنات الرسول أو زوجاته أو من اشتهرت من الصحابيات ، وعندما أصبحت البلاد العربية ضمن الدولة العثمانية دخلت الأسماء الإسلامية التي لها صبغة أعجمية مثل : عصمت ، بهجت ، مدحت ، فؤاد ، عز الدين ، نصر الدين ... إلخ ، وكذلك مرفت فهي الصورة التركية من الاسم العربي مروه ، حيث يقلب الواو فاء ثقيلة عندهم وغيرها الكثير .
وعندما طغت القومية العربية بعد الحرب العالمية الأولى أخذ الناس في تسمية أبناءهم بأسماء عربية قد تكون جاهلية مثل : زهير ، طريف ، مصعب ، قصي ، عدي ، وإن كانت بنت مثل : ليلى ، هند ، هيفاء ، نجلاء ، دعد .
وعندما يبلغ الولد أربعين يوماً تأتي الداية وتحمل الأم طفلها ومعها بعض أخواتها أو غيرهن ويذهبن إلى المسجد النبوي ، تسلم الداية الطفل – الأغا – يدخله إلى الحجرة النبوية كما هو الحال في مكة حيث يقوم الأغا بإدخال الأطفال إلى الكعبة ، وأما الختان فإنه يقوم به الحلاق ، عندما يبلغ الطفل ثلاث سنوات أو أربع ، وإن كان كثير من حالات الختان تتم في وقت مبكر . وبهذه المناسبة يحتفل الأهل حيث يقوم والد الصبي بعمل حفلة يدعو فيها الأهل والأقارب والأصدقاء والأصهار والجيران ، وهذه المناسبة لها طبخة من الأرز معروفة عند أهل المدينة وهي رز بحمص وله طباخون معروفون .
وبالرغم من أن هذه المناسبات كانت من المناسبات الدينية في المدينة التي لا تستند على أدلة قطعية الصحة بل يغلب على الظن أن أدلتها ضعيفة ، وبالرغم من ذلك فإنها أخذت طابعاً اجتماعياً أكثر منه دينياً . وفي الوقت الحاضر اندثرت هذه المظاهر .
المرجع :
أحمد سعيد بن سلم ، المدينة المنورة في القرن الرابع عشر ، ط 1 ، بتصرف .
تتم الولادة بواسطة الداية " القابلة " داخل البيت ، ولم يكن قد عرف موضوع الولادة في المستشفيات ، فإذا ولد الطفل يحتفل به وبنجاة أمه وفرحة أبيه ، ويظهر النساء الفرحة وذلك بـ " الزغاريد " ، ومن السنة : الأذان في أذن المولود اليمنى ، والإقامة في أذنه اليسرى . وإذا بلغ المولود اليوم السابع من ولادته كان الاحتفال بتسميته . وبهذه المناسبة تعمل وليمة للكبار وأما الصغار فتكون هناك احتفالات خاصة بهم ، وذلك بلبس الجديد ، وإشعال الشموع ، وترديد بعض الأناشيد مثل :
يا رب يا رحمن *** بارك لنا في الغلام
وإن كانت أنثى :
يا مالك البرية *** بارك لنا في البنية
ومن السنة : أن يؤلم للغلام بذبيحتين ، وللبنت ذبيحة واحدة ، وتعرف في الفقه بالعقيقة ، وهي سنة فعلية وقولية حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالإعقاق لسبطيه كل واحد منها كبشين أقرنين ويقدم في هذا المناسبة الرز بالمحمص .
والأسماء التي كانت سائدة في البلاد الإسلامية عموماً وفي مدن الحجاز خصوصاً والمدينة المنورة أخص هي اسم الرسول وأسماء الصحابة ، حتى أنك ترى أن اسم محمد يكرر على عدد الأبناء في البيت الواحد اسم محمد للولد الأول فهو اسم حقيقي ثم يدعى من بعده محمد سعيد مثلاً اسم مركب أو محمد سالم وهم جراً . وشاهدنا حالات كثيرة حتى وقت قريب أن الأب اسمه محمد والأبناء تبدأ أسماؤهم بمحمد مما سبب ارتباك في حياتهم الوظيفية مما دفع إلى عدم قبول الأسماء المركبة رسمياً .
وبالنسبة للبنات يطلق عليهن أسماء بنات الرسول أو زوجاته أو من اشتهرت من الصحابيات ، وعندما أصبحت البلاد العربية ضمن الدولة العثمانية دخلت الأسماء الإسلامية التي لها صبغة أعجمية مثل : عصمت ، بهجت ، مدحت ، فؤاد ، عز الدين ، نصر الدين ... إلخ ، وكذلك مرفت فهي الصورة التركية من الاسم العربي مروه ، حيث يقلب الواو فاء ثقيلة عندهم وغيرها الكثير .
وعندما طغت القومية العربية بعد الحرب العالمية الأولى أخذ الناس في تسمية أبناءهم بأسماء عربية قد تكون جاهلية مثل : زهير ، طريف ، مصعب ، قصي ، عدي ، وإن كانت بنت مثل : ليلى ، هند ، هيفاء ، نجلاء ، دعد .
وعندما يبلغ الولد أربعين يوماً تأتي الداية وتحمل الأم طفلها ومعها بعض أخواتها أو غيرهن ويذهبن إلى المسجد النبوي ، تسلم الداية الطفل – الأغا – يدخله إلى الحجرة النبوية كما هو الحال في مكة حيث يقوم الأغا بإدخال الأطفال إلى الكعبة ، وأما الختان فإنه يقوم به الحلاق ، عندما يبلغ الطفل ثلاث سنوات أو أربع ، وإن كان كثير من حالات الختان تتم في وقت مبكر . وبهذه المناسبة يحتفل الأهل حيث يقوم والد الصبي بعمل حفلة يدعو فيها الأهل والأقارب والأصدقاء والأصهار والجيران ، وهذه المناسبة لها طبخة من الأرز معروفة عند أهل المدينة وهي رز بحمص وله طباخون معروفون .
وبالرغم من أن هذه المناسبات كانت من المناسبات الدينية في المدينة التي لا تستند على أدلة قطعية الصحة بل يغلب على الظن أن أدلتها ضعيفة ، وبالرغم من ذلك فإنها أخذت طابعاً اجتماعياً أكثر منه دينياً . وفي الوقت الحاضر اندثرت هذه المظاهر .
المرجع :
أحمد سعيد بن سلم ، المدينة المنورة في القرن الرابع عشر ، ط 1 ، بتصرف .