ريمة مطهر
01-10-2012, 09:06 PM
من عادات ربات البيوت في مكة المكرمة
زمزم والحرم
ومن عادات النساء المتقدمات في السن من ربات البيوت أن يذهبن إلى المسجد الحرام كل يوم خميس في وقت الضحى ، ويطفن بالبيت العتيق ، ثم يصلين الظهر وبعد الصلاة يحتسين من ماء زمزم ويتضلعن منه تضلعاً كافياً ويأخذن منه لأولادهن ولأهل بيوتهن أجمع ، وقد تعرفت على هذه العادة الحميدة من فعل والدتي الكريمة جدد الله لها الرحمة ، أيضاً عرفت مثل هذه العادات الجميلة في كثير من الأسر المكية الكريمة .
وهذه العادة هي من سنن سيد المرسلين r فقد كان يذهب كل صباح من يوم سبت مشياً على الأقدام إلى مسجد قباء يصلي فيه صلاة الضحى ثم يرجع من طريق آخر إلى مسجده r .
وعن عطاء قال : سمعت أبا هريرة يقول : لو كنت من أهل مكة لأتيت مسجد منى كل سبت ، وبه عن ابن جريح عن إسماعيل بن أمية أن خالد بن مضرس أخبره أنه رأى أشياخاً من الأنصار يتحرون مصلى رسول الله r أمام المنارة قريباً منها فهذه عادات السادات سادات العادات .
وقد ذكر ابن بطوطة في رحلته ما شاهده في نساء أهل مكة عن هذه العادة ، فقال : ( ونساء مكة فائقات الحسن رائعات الجمال ذوات صلاح وعفاف ، وهن يكثرن من التطيب حتى إن إحداهن لتبيت طاوية وتشتري بقوتها طيباً وهن يقصدن للطواف بالبيت في كل ليلة جمعة فيأتين في أحسن زي وكان خروج النساء من بيوتهن وعودتهن إليها يتم خلال النهار ، فإن كانت المرأة تريد قضاء اليوم في بيت أهلها ، أو في حفلة مدعوة إليها ، خرجت قبل الظهر ، وعادت إلى بيتها قبل الغروب وإذا حدث ما يوجب تأخر النساء في الزيارة إلى ما بعد الغروب فإنهن لا يعدن وحدهن ، وإنما يذهب من يصاحبهن من الرجال أو الفتيان الذي يحملون معهم الفوانيس لإضاءة الطريق ، ولكن هذا لم يكن ليحدث إلا في النادر والهام من الأمور ) .
ومن عادات المكيين : أن أحدهم إذا نابه أمر مهم فزع إلى الصلاة في المسجد الحرام وطلب بعد الصلاة من الله قضاء تلك الحاجة على ما يحبه ويرضاه ، أو إذا غضب من فعل أهل بيته أو من أصحابه أو غيرهم ذهب إلى بئر زمزم وأفاض على رأسه غرفات من ماء زمزم ، كي يطفئ نار الغضب ، كما هي السُنَّة في ذلك ، ثم يطوف ويصلي ركعتين فيبرأ مما به ، من غضب وضيق ويخرج سليم القلب والخاطر .
ومنها – أي من العادات - : أنهم في أيام الأمطار والسيول يذهبون إلى المسجد الحرام للتبرك بالماء المبارك النازل على البيت المبارك ، والماء النازل من ميزاب الكعبة على حجر سيدننا إسماعيل u ، وقد وقعت في ذلك قصة ، وموقف من مواقف علامة الحجاز فضيلة السيد علوي المالكي - رحمه الله - ، حيث كان جالساً في أروقة المسجد الحرام وكان المطر هاطلاً والناس يتبركون بالماء النازل من أعلى البيت ( الكعبة ) بواسطة " الميزاب " فجاءه رجل وقال له : يا شيخ ما هذا الذي يفعله الناس ويتقاتلون عليه ؟ فقال له السيد : إنهم يتبركون ، فقال : لا يجوز ، فقال له السيد في تأنٍ : يا شيخ أما تقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى : )وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا([ ق : 9 ] وقوله تعالى : )إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً([ آل عمران : 96 ] فقال : إي والله أقرأ . فقال له السيد علوي : ماء مبارك نزل على بيت مبارك كيف لا يتبركون ؟ وعندئذ قال الرجل : هذا " بِشْتي " عندك أيها الشيخ حتى أذهب وأتبرك ، هذا المشهد نقله من شاهده في ذلك الوقت ؛ أي : قبل حوالي 50 سنة وهكذا كانوا رحمهم الله .
ومنها : إذا أصاب أحدهم مرض مستعص ذهب إلى بئر زمزم وشرب من ( الغَرَبة ) وهي : الحوض الذي يجتمع فيه ماء زمزم المستعمل من قبل الناس ، هذا يغسل يده ، وهذا يغسل وجهه ، وهذا يتوضأ ، ومع هذا كله لم يمنعه الشرب منه لأن النية كبيرة وسليمة ، واعتقاد جازم في أن ماء زمزم لما شرب له كما أخبر بذلك سيدنا رسول الله r ، بل منهم من يأخذ من زمزم الغربة لبيته وأهله ليتداووا به ، وكذلك يفعل الحجاج إذا جاؤوا في أيام الحج يأخذون منه إلى بلادهم للتبرك والتداوي ، وهو خير هدية .
ومن أهل مكة من لا يشرب ماء إلا زمزم طول حياته بمكة ، ومنهم من لا يفطر في صومه في رمضان أو في غيره إلا على ماء زمزم : إنه طعام طعم وشفاء سقم ، هكذا كانوا ، ولا زال بعضهم على ذلك .
المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر . بتصرف .
زمزم والحرم
ومن عادات النساء المتقدمات في السن من ربات البيوت أن يذهبن إلى المسجد الحرام كل يوم خميس في وقت الضحى ، ويطفن بالبيت العتيق ، ثم يصلين الظهر وبعد الصلاة يحتسين من ماء زمزم ويتضلعن منه تضلعاً كافياً ويأخذن منه لأولادهن ولأهل بيوتهن أجمع ، وقد تعرفت على هذه العادة الحميدة من فعل والدتي الكريمة جدد الله لها الرحمة ، أيضاً عرفت مثل هذه العادات الجميلة في كثير من الأسر المكية الكريمة .
وهذه العادة هي من سنن سيد المرسلين r فقد كان يذهب كل صباح من يوم سبت مشياً على الأقدام إلى مسجد قباء يصلي فيه صلاة الضحى ثم يرجع من طريق آخر إلى مسجده r .
وعن عطاء قال : سمعت أبا هريرة يقول : لو كنت من أهل مكة لأتيت مسجد منى كل سبت ، وبه عن ابن جريح عن إسماعيل بن أمية أن خالد بن مضرس أخبره أنه رأى أشياخاً من الأنصار يتحرون مصلى رسول الله r أمام المنارة قريباً منها فهذه عادات السادات سادات العادات .
وقد ذكر ابن بطوطة في رحلته ما شاهده في نساء أهل مكة عن هذه العادة ، فقال : ( ونساء مكة فائقات الحسن رائعات الجمال ذوات صلاح وعفاف ، وهن يكثرن من التطيب حتى إن إحداهن لتبيت طاوية وتشتري بقوتها طيباً وهن يقصدن للطواف بالبيت في كل ليلة جمعة فيأتين في أحسن زي وكان خروج النساء من بيوتهن وعودتهن إليها يتم خلال النهار ، فإن كانت المرأة تريد قضاء اليوم في بيت أهلها ، أو في حفلة مدعوة إليها ، خرجت قبل الظهر ، وعادت إلى بيتها قبل الغروب وإذا حدث ما يوجب تأخر النساء في الزيارة إلى ما بعد الغروب فإنهن لا يعدن وحدهن ، وإنما يذهب من يصاحبهن من الرجال أو الفتيان الذي يحملون معهم الفوانيس لإضاءة الطريق ، ولكن هذا لم يكن ليحدث إلا في النادر والهام من الأمور ) .
ومن عادات المكيين : أن أحدهم إذا نابه أمر مهم فزع إلى الصلاة في المسجد الحرام وطلب بعد الصلاة من الله قضاء تلك الحاجة على ما يحبه ويرضاه ، أو إذا غضب من فعل أهل بيته أو من أصحابه أو غيرهم ذهب إلى بئر زمزم وأفاض على رأسه غرفات من ماء زمزم ، كي يطفئ نار الغضب ، كما هي السُنَّة في ذلك ، ثم يطوف ويصلي ركعتين فيبرأ مما به ، من غضب وضيق ويخرج سليم القلب والخاطر .
ومنها – أي من العادات - : أنهم في أيام الأمطار والسيول يذهبون إلى المسجد الحرام للتبرك بالماء المبارك النازل على البيت المبارك ، والماء النازل من ميزاب الكعبة على حجر سيدننا إسماعيل u ، وقد وقعت في ذلك قصة ، وموقف من مواقف علامة الحجاز فضيلة السيد علوي المالكي - رحمه الله - ، حيث كان جالساً في أروقة المسجد الحرام وكان المطر هاطلاً والناس يتبركون بالماء النازل من أعلى البيت ( الكعبة ) بواسطة " الميزاب " فجاءه رجل وقال له : يا شيخ ما هذا الذي يفعله الناس ويتقاتلون عليه ؟ فقال له السيد : إنهم يتبركون ، فقال : لا يجوز ، فقال له السيد في تأنٍ : يا شيخ أما تقرأ في القرآن الكريم قوله تعالى : )وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا([ ق : 9 ] وقوله تعالى : )إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً([ آل عمران : 96 ] فقال : إي والله أقرأ . فقال له السيد علوي : ماء مبارك نزل على بيت مبارك كيف لا يتبركون ؟ وعندئذ قال الرجل : هذا " بِشْتي " عندك أيها الشيخ حتى أذهب وأتبرك ، هذا المشهد نقله من شاهده في ذلك الوقت ؛ أي : قبل حوالي 50 سنة وهكذا كانوا رحمهم الله .
ومنها : إذا أصاب أحدهم مرض مستعص ذهب إلى بئر زمزم وشرب من ( الغَرَبة ) وهي : الحوض الذي يجتمع فيه ماء زمزم المستعمل من قبل الناس ، هذا يغسل يده ، وهذا يغسل وجهه ، وهذا يتوضأ ، ومع هذا كله لم يمنعه الشرب منه لأن النية كبيرة وسليمة ، واعتقاد جازم في أن ماء زمزم لما شرب له كما أخبر بذلك سيدنا رسول الله r ، بل منهم من يأخذ من زمزم الغربة لبيته وأهله ليتداووا به ، وكذلك يفعل الحجاج إذا جاؤوا في أيام الحج يأخذون منه إلى بلادهم للتبرك والتداوي ، وهو خير هدية .
ومن أهل مكة من لا يشرب ماء إلا زمزم طول حياته بمكة ، ومنهم من لا يفطر في صومه في رمضان أو في غيره إلا على ماء زمزم : إنه طعام طعم وشفاء سقم ، هكذا كانوا ، ولا زال بعضهم على ذلك .
المرجع
صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري ، الجزء الأول ، عبد الله محمد أبكر . بتصرف .