شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : تعظيم الله .. أخلاق التابعيات


ريمة مطهر
01-09-2012, 09:06 PM
أخلاق التابعيات
تعظيم الله

كلما ازداد العبد معرفة العبد معرفة بالله ازداد له حباً ، وكلما ازداد له حباً ازداد له تعظيماً وخشية ووقارا ً، وتعظيم الله يكون بفعل أمره وترك نهيه ومراقبته جل جلاله في السر والعلن .
وأعلى درجات تعظيم الله خوف مقامه بإجلال كل ما يخصه أو يدعو إليه كتعظيم بيوت الله وعلماء الدين وأهل القرآن والعباد الصالحين .
لذا ضمن لنا العظيم جلت قدرته الفوز في الآخرة والنصر في الدنيا على من لم يعظموه إن عظمنا مقامه ففي النصر على أعداء العظيم قال سبحانه :)وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ([ إبراهيم : 13 ، 14 ] ، فلا عودة للقدس إلا إذا خفنا مقام الله ، فعظمناه حق التعظيم ، وخفنا وعيد الله . فاستعددنا للدار الآخرة .
وفي الفوز بأعلى درجات أهل الجنة قال جلّ اسمه :)وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ([ الرحمن : 46 ] ، والخائفون مقام الله هم المقربون المتقون المخلصون الصديقون أصحاب الدرجة العليا في الجنة ، وقد كانت التابعيات من تعظيم الله ومقامه على مستوى عظيم .
قال سلمة بن خالد المخزومي : " كان ها هنا امرأة من بني مخزوم مجاورة للكعبة ، وكان يُقال لها حكيمة ، وكانت إذا نظرت إلى باب الكعبة قد فتح صرخت كما تصرخ الثكلى ، فلا تزال كذلك حتى يُغمى عليها ، وكانت لا تكاد تفارق المسجد إلا للأمر الذي لا بد منه قال : ففُتِحت الكعبة يوماً وهي في بعض حاجتها فلما جاءت قالت لها امرأة كانت تُجالسها حكيمة : فُتح اليوم بيت ربك ، فلو رأيت الطائعين يطوفون بالبيت والباب مفتوح وهم ينتظرون الرحمة من مليكهم لقد قرت عينك . قال : فصرخت صرخة ثم لم تزل تضطرب حتى ماتت " .
إي والله قتلها تعظيم جناب العظيم ، والخوف من الملك الكريم . ورجاء رحمة الرحمن الرحيم .


المرجع
د / مصطفى مراد – قصص التابعيات – الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م - بتصرف