م.أديب الحبشي
02-06-2011, 09:44 AM
العيدية في جدة
ولها نكهة خاصة عند الأطفال حتى لو كانت بضع قروش أو نصف ريال ، وكنا في أواخر السيتينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي (14هـ) ربما من المحظوظين أكثر من بعض غيرنا من الأطفال في حجم العيدية . . فكنا في اليوم الأول نزور عماتي حرم المرحوم محمود زاهد وحرم المرحوم محمد زاهد وابنة عمتي حرم المرحوم صلاح الدين عبد الجواد ، وكنا نقبض عيديتنا من كل منهن جنية ذهب لكل طفل ، وكذا عمتي حرم المرحوم سراج سرتي وأخواتي حرم المرحوم عبد الفتاح عبد ربه وحرم عمر عبد ربه وسيدي أحمد عبد الفتاح والأخوال علي عبد الفتاح وحسن عبد الفتاح وأخي الأكبر والأعمام وكنا نقبض عيدية محترمة . أما الجنيهات فكانت تذهب مباشرة من أيدينا إلى يدي الوالدة أطال الله في عمرها خشية ضياعها منا . .
ومن اللافت أننا كأطفال كنا نقبض العيدية مرتين من البيت الواحد الأولى حينما نذهب لمعايدة الأقرباء من سيدة البيت وفي الثانية حينها يحضر رب البيت من الأقرباء لزيارتنا . . ففي اليوم الثاني للعيد مثلا يأتي لزيارتنا للمعايدة بحارة اليمن الشيخ / محمد زاهد يرحمه الله وكان العديد من أبناء الحارة يعرفون موعد قدومه لزيارتنا وينتظرونه أمام باب البيت للسلام عليه والمعايدة حالما يترجل من سيارته فكان يعايدهم بالجنيهات الذهبية . وكذا يفعل معنا في البيت فرداً فرداً . . وطبعاً هذه كانت أكبر العيديات التي نقبضها وأن كنا نرى الجنيهات فقط وقت الاستلام والتسليم . . أما بقية العيديات وهي تمثل مبلغ محترم فلنا نصيب وافر منها فهناك عيديات الأعمام والخالات حرم محمد صالح مرزوقي ومحمد حامد مرزوقي وحسن عيد وأبناء العمات يوسف وإبراهيم وعبد المجيد زاهد . وكلها حدث ولا حرج . .
من أجل ذلك أقول أننا كنا محظوظين في حجم العيدية مقارنه بالكثير من غيرنا . . والحق أننا كنا نعيش بحبوحة تامة كأطفال في تلك الأيام ولله الحمد . .
أما الجانب الأخر من الصورة فكان قيام الوالد يرحمه الله بترتيب مبالغ العيدية التي سيؤديها خلال زياراته وذلك قبل خروجه من البيت . كذلك تستعد الوالدة بدورها في ترتيب مبالغ العيديات التي يتوجب عليها تقديمها للأطفال الأقارب وغيرهم الذين يزورونا . .
المهم أن العيدية كانت من أجمل مظاهر العيد عند الأطفال بصرف النظر عن مقدارها أو حجمها . وهي عادة متبعة في المجتمعات الإسلامية بهذا المناسبة وبعض المجتمعات الشرقية غير الإسلامية في أعيادها .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
ولها نكهة خاصة عند الأطفال حتى لو كانت بضع قروش أو نصف ريال ، وكنا في أواخر السيتينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي (14هـ) ربما من المحظوظين أكثر من بعض غيرنا من الأطفال في حجم العيدية . . فكنا في اليوم الأول نزور عماتي حرم المرحوم محمود زاهد وحرم المرحوم محمد زاهد وابنة عمتي حرم المرحوم صلاح الدين عبد الجواد ، وكنا نقبض عيديتنا من كل منهن جنية ذهب لكل طفل ، وكذا عمتي حرم المرحوم سراج سرتي وأخواتي حرم المرحوم عبد الفتاح عبد ربه وحرم عمر عبد ربه وسيدي أحمد عبد الفتاح والأخوال علي عبد الفتاح وحسن عبد الفتاح وأخي الأكبر والأعمام وكنا نقبض عيدية محترمة . أما الجنيهات فكانت تذهب مباشرة من أيدينا إلى يدي الوالدة أطال الله في عمرها خشية ضياعها منا . .
ومن اللافت أننا كأطفال كنا نقبض العيدية مرتين من البيت الواحد الأولى حينما نذهب لمعايدة الأقرباء من سيدة البيت وفي الثانية حينها يحضر رب البيت من الأقرباء لزيارتنا . . ففي اليوم الثاني للعيد مثلا يأتي لزيارتنا للمعايدة بحارة اليمن الشيخ / محمد زاهد يرحمه الله وكان العديد من أبناء الحارة يعرفون موعد قدومه لزيارتنا وينتظرونه أمام باب البيت للسلام عليه والمعايدة حالما يترجل من سيارته فكان يعايدهم بالجنيهات الذهبية . وكذا يفعل معنا في البيت فرداً فرداً . . وطبعاً هذه كانت أكبر العيديات التي نقبضها وأن كنا نرى الجنيهات فقط وقت الاستلام والتسليم . . أما بقية العيديات وهي تمثل مبلغ محترم فلنا نصيب وافر منها فهناك عيديات الأعمام والخالات حرم محمد صالح مرزوقي ومحمد حامد مرزوقي وحسن عيد وأبناء العمات يوسف وإبراهيم وعبد المجيد زاهد . وكلها حدث ولا حرج . .
من أجل ذلك أقول أننا كنا محظوظين في حجم العيدية مقارنه بالكثير من غيرنا . . والحق أننا كنا نعيش بحبوحة تامة كأطفال في تلك الأيام ولله الحمد . .
أما الجانب الأخر من الصورة فكان قيام الوالد يرحمه الله بترتيب مبالغ العيدية التي سيؤديها خلال زياراته وذلك قبل خروجه من البيت . كذلك تستعد الوالدة بدورها في ترتيب مبالغ العيديات التي يتوجب عليها تقديمها للأطفال الأقارب وغيرهم الذين يزورونا . .
المهم أن العيدية كانت من أجمل مظاهر العيد عند الأطفال بصرف النظر عن مقدارها أو حجمها . وهي عادة متبعة في المجتمعات الإسلامية بهذا المناسبة وبعض المجتمعات الشرقية غير الإسلامية في أعيادها .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
