م.أديب الحبشي
02-06-2011, 09:42 AM
صلاة العيد في جدة
حقاً لأنها الأيام غير الأيام ، وليال غير الليالي . . فليلة العيد عند الأطفال لا تعادلها ليلة . فلم تكن تغمض لا عين في تلك الليلة إلا وقد وضع كل واحد ما بجانبه وسادته ملابسه وجزمته الجديدة . . ولا نكاد ننام حتى نستيقظ مبكراً لصلاة الصبح وقد اغتسل كل منا قبل المنام . . ونبدأ في ارتداء الملابس الجديدة ، وحيثما نرتدي المشلح والعقال يتملكنا الشعور بأننا أصبحنا شخصيات هامة ينظر إليها الجميع في الشارع بشيء من الإعجاب والتقدير . . ثم يخرج الأطفال مع أولياء أمورهم في أزهى حللهم يتوافدون على مصلى العيد من كل الحواري في مواكب مهيبة.
وكان مصلى المشهد ( العيد ) بداية خارج المدينة في مسجد الملك عبد العزيز بباب مكة ثم أنتقل إلى كيلو اثنين طريق مكة بجانب عمائر الراجحي في أرض فضاء فسيحة . . وكان من قبلنا يفدون إلى المشهد سيراً على الأقدام . وبعض الأثرياء على ظهور الخيل أو الفيتون بصحبة بعض عبيدهم . . وكنا في أوائل السبعينات الهجرية من اقرن الماضي (14هـ) نصطحب الوالد يرحمه الله إلى المشهد في سيارتنا الخاصة مع بعض الخدم . . وكنا نجتهد في التكبير والتهليل
خاصة ونحن نسمع صوت الخال / حسن عبد الفتاح وهو يقود التهليل والتكبير والأذان من مكبر الصوت والكل يردد :
سبحان الله ، والحمد الله ، والله أكبر ، ولا إله إلا الله ، لا نعبد إلا إياه وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيى ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، الله أكبر كبيرا ، والحمد الله كثيرا ، وسبحان الله بكرةً وأصيلا.
وبعد الصلاة وخطبة العيد يعود الكل إلى بيته وتجتمع الأسرة بأكملها لتناول طعام الإفطار في أول يوم بعد رمضان . ويخصص اليوم الأول لمعايدة الأهل والجيران ، ثم توزع الأيام الثلاث الأخرى على حواري جدة . فيخصص اليوم الثاني لحارة اليمن ، واليوم الثالث يزور فيه أهالي اليمن حارتي المظلوم م والشام . أما الرابع فهو يوم مفتوح لما تبقى من زيارات في سرور وحبور .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
حقاً لأنها الأيام غير الأيام ، وليال غير الليالي . . فليلة العيد عند الأطفال لا تعادلها ليلة . فلم تكن تغمض لا عين في تلك الليلة إلا وقد وضع كل واحد ما بجانبه وسادته ملابسه وجزمته الجديدة . . ولا نكاد ننام حتى نستيقظ مبكراً لصلاة الصبح وقد اغتسل كل منا قبل المنام . . ونبدأ في ارتداء الملابس الجديدة ، وحيثما نرتدي المشلح والعقال يتملكنا الشعور بأننا أصبحنا شخصيات هامة ينظر إليها الجميع في الشارع بشيء من الإعجاب والتقدير . . ثم يخرج الأطفال مع أولياء أمورهم في أزهى حللهم يتوافدون على مصلى العيد من كل الحواري في مواكب مهيبة.
وكان مصلى المشهد ( العيد ) بداية خارج المدينة في مسجد الملك عبد العزيز بباب مكة ثم أنتقل إلى كيلو اثنين طريق مكة بجانب عمائر الراجحي في أرض فضاء فسيحة . . وكان من قبلنا يفدون إلى المشهد سيراً على الأقدام . وبعض الأثرياء على ظهور الخيل أو الفيتون بصحبة بعض عبيدهم . . وكنا في أوائل السبعينات الهجرية من اقرن الماضي (14هـ) نصطحب الوالد يرحمه الله إلى المشهد في سيارتنا الخاصة مع بعض الخدم . . وكنا نجتهد في التكبير والتهليل
خاصة ونحن نسمع صوت الخال / حسن عبد الفتاح وهو يقود التهليل والتكبير والأذان من مكبر الصوت والكل يردد :
سبحان الله ، والحمد الله ، والله أكبر ، ولا إله إلا الله ، لا نعبد إلا إياه وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيى ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، الله أكبر كبيرا ، والحمد الله كثيرا ، وسبحان الله بكرةً وأصيلا.
وبعد الصلاة وخطبة العيد يعود الكل إلى بيته وتجتمع الأسرة بأكملها لتناول طعام الإفطار في أول يوم بعد رمضان . ويخصص اليوم الأول لمعايدة الأهل والجيران ، ثم توزع الأيام الثلاث الأخرى على حواري جدة . فيخصص اليوم الثاني لحارة اليمن ، واليوم الثالث يزور فيه أهالي اليمن حارتي المظلوم م والشام . أما الرابع فهو يوم مفتوح لما تبقى من زيارات في سرور وحبور .
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
