شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : وصايا للقابضين على الجمر


نسمة ربيع
11-13-2011, 01:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , أما بعدُ :

http://www13.0zz0.com/2011/11/12/22/579121553.jpg" alt=""/> (http://www.0zz0.com)


كُنا قد سمعنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه " يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر" [رواه الترمذي] .


لكن هل استشعرنا الموقف مرة ؟!



لنقف هاهنا قليلاً ..~

لماذا الجمر ؟!

الجمر مُحْرِق .. ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَنْطِقُ عن الهوى ,إن هو إلا وحيٌ يُوحى ..

لذا فإن تشبيهه صلى الله عليه وسلم في مكانه .


لماذا إذاً المتمسك بالدين والقابض عليه كالقابض على الجمر ؟


في أيِّ زمانٍ نحن !

وما الواجب علينا فعله فيه , ومما علينا أن نحذر ؟!

وإلى متى ؟

لنذهب معاً في جولة مفيدة بإذن الله في تأمل معاني هذا الحديث ..~



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر »

هذا الحديث يقتضي خبرا وإرشادا كما قال العلامة ابن سعدي رحمه الله ..~

أما الخبر :، فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه ، ويكثر الشر وأسبابه ، وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من الناس أقل القليل ، وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة ، كحالة القابض على الجمر ، من قوة المعارضين ، وكثرة الفتن المضلة ، فتن الشبهات والشكوك والإلحاد ، وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا وانهماكهم فيها ، ظاهرا وباطنا ، وضعف الإيمان ، وشدة التفرد لقلة المعين والمساعد .
ولكن المتمسك بدينه ، القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين ، وأهل الإيمان المتين ، من أفضل الخلق ، وأرفعهم عند الله درجة ، وأعظمهم عنده قدرا .

وأما الإرشاد: ، فإنه إرشاد لأمته ، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ، وأن يعرفوا أنه لا بد منها ، وأن من اقتحم هذه العقبات ، وصبر على دينه وإيمانه - مع هذه المعارضات - فإن له عند الله أعلى الدرجات ، وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه ، فإن المعونة على قدر المؤونة .

~~~~~~~~~~~


وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، إيمان ضعيف ، وقلوب متفرقة ، وحكومات متشتتة ، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين ، وأعداء ظاهرون وباطنون ، يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين ، وإلحاد وماديات ، جرفت بخبيث تيارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان ، ودعايات إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق .

ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا ، وتدمير الدين واحتقاره والاستهزاء بأهله ، وبكل ما ينسب إليه ، وفخر وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشررها وشرورها قد شاهده العباد .

فمع هذه الشرور المتراكمة ، والأمواج المتلاطمة ، والمزعجات الملمة ، والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة - مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث .


ولكن مع ذلك ،

فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله ، ولا ييأس من روح الله ، ولا يكون نظره مقصورا على الأسباب الظاهرة ، بل يكون متلفتا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب ، الكريم الوهاب ، ويكون الفرج بين عينيه ، ووعده الذي لا يخلفه ، بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات .

حسناً .. ماذا نقول في هذه الأحوال ؟ وما دورنا ؟؟


المؤمن/
- من يقول في هذه الأحوال :
" لا حول ولا قوة إلا بالله " و" حسبنا الله ونعم الوكيل . على الله توكلنا . اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى . وأنت المستعان . وبك المستغاث . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "

** ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة .
** ويقنع باليسير ، إذا لم يمكن الكثير .
**وبزوال بعض الشر وتخفيفه ، إذا تعذر غير ذلك : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } ، { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } [ الطلاق : 2 ، 3 ، 4 ]

ولنتفكر كيف أن الله تعالى خصَّنا أن نكون في هذا الزمان , وأن نمر بكل مافيه !

وجودنا في زمان كذا ليس عبثاَ .. بل لابد من حكمة ..~

هناك مهمة أراد الله أن نقوم بها .. فلننظر فيها , هل أديناها على أكمل وجه ؟؟!

لنستعن بالله ~
وفقنا الله وإياكم لمايُحبُّهُ ويرضاه

والحمد لله رب العاليمن ..~

________________________


المراجع :
شرح الحديث : كتاب «بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار» لابن سعدي رحمه الله , (بتصرُّف)
صورة البداية : توقيع لعضوة في أحد المنتديات , ومن خلالها جاءت فكرة الموضوع , والفضل لله وحده فله الحمد .

ريمة مطهر
11-13-2011, 03:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد :
نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح وختم لنا ولكم بخير وبارك لك في أوقاتك ، مادة ... نفع الله بك وبعلمك المسلمين ... جــزاك الله خيراً ونفع بك وجعل ما قدمت في موازين حسناتك ..
ولك منا كل الإحترام والتقدير .