سلسبيل كتبي
02-05-2011, 07:18 PM
حرة واقم .. المدينة المنورة
هي الحرة الكائنة شرقي المدينة .
وتحد حرم المدينة شرقاً ، وحده الغربي : حرة الوبرة ، فهما اللابتان المقصودتان في الحديث النبوي الذي حدد حرم المدينة .
وتنقسم حرة واقم ، باعتبار المنازل الواقعة فيها قديماً ، إلى خمس مناطق متجاورة : منطقتان كانتا لليهود ، وثلاث كانت للأوس من الأنصار . بزهرة منازل بني النضير ، وبشمالها منازل بني قريظة ، بمسجد بني ظفر من الأنصاري حيث مسجدهم المعروف بمسجد بني ظفر وبجانبهم شمالاً أيضاً منازل بني عبد الأشهل ، مع بني زعور بن جشم الأنصاريين .
وفي منازل بني عبد الأشهل كان حصنهم ( واقم ) الذي سميت به الحرة وبشمالهم منازل بني حارثة إلى نهاية الحرة شمالاً .
ويرى المتجول في أنحاء هذه الحرة آثار دور وحصون ومصانع منتشرة في عرضها وطولها . وقد وجدنا بها آثار مصنع قديم فيه أنواع القطع الفخارية المدهونة من كل لون . وبجانب هذا المصنع العظيم المندثر ، صهريج ماء مطلي بالرصاص من الداخل ، وبشرقه غدير ، والمصنع المذكور واقع جنوب شرق بستان دشم بمسافة 12 دقيقة تقريباً .
وقد شاهدنا في هذه الحرة فوهة بركانية ذات شق مستطيل جداً ، من فوق " دشم " .
وعندما رأيناه الأول مرة ظننا أنها من آثار الإنسان القديم .
ولكن تتبعي لشقها الملتوي أثبت في نظري أنها من الآثار الطبعية .
وبقرب طريق العريض من هذه الحرة تلول عظيمة من أطلال الآطام والدور التي كانت مشيدة بهذا الحرة .
وبحرة واقم هذه كانت وقعة الحرة المشهورة وذلك في أيام يزيد ابن معاوية عام 63 هـ . كما ثارت أيضاً نار شديدة الوهج – ( بركان ) – في هذه الحرة الشرقية بالنسبة للمدينة في جمادى الآخرة سنة 654 هـ .
وقد أفاض المؤرخون المسلمون في وصفها ووصف شدة توهجها واندلاعها وشمولها وهلع الناس من اشتعالها ، لعلاقة اشتعالها بحديث نبوي . وبعد أن خمدت كان من ثمارها قسم من هذه الحرة المحترقة ذات الروؤس المسنونة كالرماح المشرعة التي تمتلىء بها الحرة الشرقية مما يجعل اجتيازها للإنسان على قدميه من أعسر المطالب .
المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة ، 1393 ه – 1973 م .
هي الحرة الكائنة شرقي المدينة .
وتحد حرم المدينة شرقاً ، وحده الغربي : حرة الوبرة ، فهما اللابتان المقصودتان في الحديث النبوي الذي حدد حرم المدينة .
وتنقسم حرة واقم ، باعتبار المنازل الواقعة فيها قديماً ، إلى خمس مناطق متجاورة : منطقتان كانتا لليهود ، وثلاث كانت للأوس من الأنصار . بزهرة منازل بني النضير ، وبشمالها منازل بني قريظة ، بمسجد بني ظفر من الأنصاري حيث مسجدهم المعروف بمسجد بني ظفر وبجانبهم شمالاً أيضاً منازل بني عبد الأشهل ، مع بني زعور بن جشم الأنصاريين .
وفي منازل بني عبد الأشهل كان حصنهم ( واقم ) الذي سميت به الحرة وبشمالهم منازل بني حارثة إلى نهاية الحرة شمالاً .
ويرى المتجول في أنحاء هذه الحرة آثار دور وحصون ومصانع منتشرة في عرضها وطولها . وقد وجدنا بها آثار مصنع قديم فيه أنواع القطع الفخارية المدهونة من كل لون . وبجانب هذا المصنع العظيم المندثر ، صهريج ماء مطلي بالرصاص من الداخل ، وبشرقه غدير ، والمصنع المذكور واقع جنوب شرق بستان دشم بمسافة 12 دقيقة تقريباً .
وقد شاهدنا في هذه الحرة فوهة بركانية ذات شق مستطيل جداً ، من فوق " دشم " .
وعندما رأيناه الأول مرة ظننا أنها من آثار الإنسان القديم .
ولكن تتبعي لشقها الملتوي أثبت في نظري أنها من الآثار الطبعية .
وبقرب طريق العريض من هذه الحرة تلول عظيمة من أطلال الآطام والدور التي كانت مشيدة بهذا الحرة .
وبحرة واقم هذه كانت وقعة الحرة المشهورة وذلك في أيام يزيد ابن معاوية عام 63 هـ . كما ثارت أيضاً نار شديدة الوهج – ( بركان ) – في هذه الحرة الشرقية بالنسبة للمدينة في جمادى الآخرة سنة 654 هـ .
وقد أفاض المؤرخون المسلمون في وصفها ووصف شدة توهجها واندلاعها وشمولها وهلع الناس من اشتعالها ، لعلاقة اشتعالها بحديث نبوي . وبعد أن خمدت كان من ثمارها قسم من هذه الحرة المحترقة ذات الروؤس المسنونة كالرماح المشرعة التي تمتلىء بها الحرة الشرقية مما يجعل اجتيازها للإنسان على قدميه من أعسر المطالب .
المرجع :
عبد القدوس الأنصاري ، آثار المدينة المنورة ، الطبعة الثالثة ، 1393 ه – 1973 م .