م.أديب الحبشي
01-22-2011, 08:18 AM
مقبرة أمنا حواء في جدة
إن أهل البلاد ينطقونها ( جده ) بكسر الجيم والدال المشددة وهاء مهملة وتعني الجبل المخطط.
ولعل في نطق المصريين لها جده وهي أم الأب وأم الأم ويقصدون بها حواء أم البشر ..
ومما يدل على قدم جده ما يعتقده الكثير من المؤرخين بأن أم البشر حواء مدفونة في أرضها .. وهذا مما زاد ووسع دائرة الاختلاف بين المراجع حول حقيقة أسمها ..
وذكر الطبري في كتابه " تاريخ الطبري " من رواية عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن "أدم عليه السلام " هبط بالهند ، و" حواء " في جده .. فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء فسمى المكان " مزدلفة " وتعارفا بعرفات فسمى المكان " عرفات " ..
وهذا ما ذكره أيضاً ابن جبير ومن قبله الهمداني.
وقال ابن إسحاق : أما أهل التوراة فقالوا : هبط " أدم عليه السلام " في الهند على جبل يقال له " واسم " وهبطت " حواء " بجده من أرض مكة ..
عليه فإن أكثر الروايات اتفقت على أن " حواء " هبطت في جده وإن اختلفوا في تحديد موضع قبرها، مع أن بعضاً من أهل جده وبعض المسلمين يعتقدون بأنها دفنت في الموضع المعروف بجده ، وكان الأهالي والحجاج يرتادون الموقع للزيارة والتبرك حتى حوالي منتصف القرن الرابع عشر الهجري حينما قامت الحكومة السعودية بهدم القبة وتحرير العقول من البدع والأوهام التي كانت تسود المجتمع..
وكان بعض المؤرخين قد ذكروا أن في موضع مقبرة أمنا " حواء " الحالي كان هيكلاً عبدته قضاعة قبل الإسلام وأقيم القبر مكانه بعد الإسلام .
وذكر ابن جبير في القرن السادس الهجري خلال زيارته إلى جده أنه رأى بجده موضع فيه قبة مشيده قديمه يذكر أنه كان منزلاً " لحواء " أم البشر فبني المبنى لبركته وفضله .
كما أشار ابن بطوطة إلى القبة خلال رحلته إلى جده في القرن السابع الهجري .. كما ذكر على أثار تدل على قدمها..
غيري أن الرحالة التركي " اوليا جلبي " ذكر في " رحلته الحجازية " التي تمت عام 1082هـ في وصفه لمقبرة أمنا "حواء" ما يلي :
( هناك قبة صغير على المكان الذي ترقد فيه أمنا، ومع أن المكان رملي وسط الصحراء إلا أنه مفرح بالرغم من أنه بسيط وغير مزين .. والقبر مغطى بالحرير الأطلسي الأخضر ، وخارج الضريح وحوله مغطى بالحصى ناحية رأسها الشريفة ، وكذا ناحية قدميها المباركتين ).
وذكر : يقال بأن مكان أمنا " حواء " في " سرنديل " بالهند ولكن هذا قول ضعيف . وهناك من يقول أن وجود " أدم عليه السلام " هو الذي كان في " سرنديل " ودموع عينيه أنبتت الزنجبيل والفلفل والقرنفل ، وبد ذلك تمكنت عصفورة الجنة أن تنقل الأخبار بين " أدم وحواء " حتى تم بينهما اللقاء عند جبل عرفات ، وذلك لأن أمنا " حواء " قد هبطت في " جده " .. وحسب قول المؤرخ إسحاق فإن سيدنا " أدم عليه السلام " قد عمّر طويلاً ثم وافاه الأجل في عرفات ، وأنه لم يهبط في " سرنديل " بل أكثر الأقوال قبولاً أن " أدم وحواء " عاشا زمناً طويلاً في وادي مكة وأن الحق سبحانه وتعالى قد أنزل لهما بيتاً من الجنة ولكنه من أديم الأرض .. وكانا يتعبدان فيه ، ولما كانت مكة منطقة صخرية فإن الخالق أوحى إلى " أدم عليه السلام " أن يذهب إلى صحراء " حوران " بالقرب من الشام ، وأنه قام بأعمال الزراعة هنالك ، وكانا كل سنه يأتيان إلى البيت المعمور ويطوفان حوله ويصعدان إلى عرفات .. والمؤرخ إسحاق يعتقد بعدم نزول سيدنا "أدم عليه السلام " في " سرنديل " بالهند وأنه عمّر طويلاً بعد أمنا " حواء " . في حين هناك أقوال تقول أن أمنا " حواء " هي التي عمرت طويلاً بعد سيدنا " أدم عليه السلام " ، وأن أمنا " حواء " هي التي دفنت " هابيل وقابيل " والنبي " شيت " بالقرب من جده ولا يعلم الغيب إلا الله – وفي رواية أخرى أن سيدنا " نوح عليه السلام " قبل الطوفان بسنه واحده قد أخرج جسد سيدنا " أدم عليه السلام " من " عرفات " وجسد أمنا " حواء " من جده وقام عليه السلام بدفنهما من جديد في القدس الشريف : والعهدة على الراوي..
وحسب ما تذكر كتب تاريخ العالم أن سيدنا " أدم عليه السلام " كان يرزق دائماً بتوأم وأصبحت ذريته أربعون ألفاً. وجرت قدرة الله أن يكون أحدهما ذكر والأخر أنثى وكان يزوج الفتيات لمن سبقهن من الذكور . ولهذا قام هابيل بقتل قابيل .. وكانت هذه المرة الأولى التي تُسال فيها الدماء على وجه الأرض . ومنذ هبوط " أدم عليه السلام " مرت سبعة وثلاثون ألف سنة .
والواقع أنني أرى بأن هذه السطور التي أوردها الرحالة التركي " جبلي " لا يمكن ربطها بالدين في شيء . في الوقت الذي لا يمكن لنا مجرد وضعها في غياهب الأساطير الظلامية .. هكذا . ففي مثل هذه الأمور نحن نسلم فقط بما جاء في الكتاب والسنة . أما عدا ذلك فقابل للجدل والاجتهاد العلمي .. وقد جاءت إشارتي لقول " جبلي " باعتبارها سجل لبعض ما كتب في هذا الموضوع ليس إلا ..
هذا وقد أعطى العديد من الرحالة المؤرخين مقاسات تقريبية لطول القبر ..
ووصف محمد لبيب البتنوني قبر أمنا " حواء " قائلاً : أن في مدافن المسلمين بجده رأس قبر طويل يبلغ ( 150 متراً ) على ارتفاع متر وعرض ثلاثة أمتار وهو ما يسمونه قبر أمنا حواء ، وقد أقيمت عليه معالم تبين مكان الرأس والقدمين ، وتحت القبة مكان ( السرة الشريفة ) وفيه حجر صوان طوله نحو متر ..
وذكر .. أن الشريف عون الرفيق أمير مكة حينما هدم القباب وحاول هدم قبة حواء تصدي له قناصل الدول الأجنبية بجده بدعوى أن " حواء " ليست أم المسلمين وحدهم بل جميع البشر . فتراجع الشريف .
ورأي شخصياً أن تدخل القناصل الأجانب لم يكن صادراً عن عقيدة أو اعتقاد بأهمية القباب وعلاقتهم بحجتهم التي تنطوي على سوء نية ، بل رغبة دفينة بعدم فكاك المسلمين من تسيد الجهل وتفشي البدع والأوهام بينهم وإلهاء الأمة بالخزعبلات لإدامة حالة التخلف والانحطاط.
هذا وذكر الحضراوي عن القبر قوله : " وقد ذرعه بعض أصحابنا وكان قريباً من ثلاثمائة ذراع ".
وقد يبدو في تقديري أن في هذا شيء من المنطق إذا ما أدركنا أن البشر كانوا يعمرون ألاف السنين وأن أجسامهم من الضخامة بما ينسجم ومشقة تلك القرون العمرية التي لا تستطيع بنية عادية كالتي في زماننا تحملها : ذلك أن الإنسان المعاصر إذا ما تجاوز الستين عام تنهك بنيته وتضعف . ناهيك عن قسوة الطبية التي كانوا فيها مع قلة المعرفة والإمكانات مما يتطلب بنية بالغة القوة والشدة للتعايش مع الواقع : وسبحان الخالق مدبر الكون..
أما من حيث الاختلاف حول الطريقة التي ينطق بها أسم جدة " فلا أرى أنه ينتقص من الإجماع بأنها هي المدينة التي تقع على ساحل البحر الأحمر قريباً من مكة المكرمة التي تستقبل حجاج بيت الله الحرام وكافة أنواع التجارة وما إلى ذلك ..
وأيا كان الاسم الذي دخل نقطة التحريف .. فالموطن واحد.
ومما يجدر ذكره أن الملك عبد العزيز عفر الله له كان قد أمر بإزالة القبر عام 1982م لكثرة ما كانت تحدث حوله من تصرفات البسطاء بما يتنافى مع قواعد الدين .. وقد أزيل القبر مع بقاء السور الخارجي المحيط بالقبر التي استمرت في استقبال دفن الموتى.
وتعتبر مقبرة أمنا حواء بجده بعد بقيع " الغردق " بالمدينة المنورة و" المعلاة " بمكة المكرمة من أشهر مقابر العالم الإسلامي.
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة – لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي – الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
إن أهل البلاد ينطقونها ( جده ) بكسر الجيم والدال المشددة وهاء مهملة وتعني الجبل المخطط.
ولعل في نطق المصريين لها جده وهي أم الأب وأم الأم ويقصدون بها حواء أم البشر ..
ومما يدل على قدم جده ما يعتقده الكثير من المؤرخين بأن أم البشر حواء مدفونة في أرضها .. وهذا مما زاد ووسع دائرة الاختلاف بين المراجع حول حقيقة أسمها ..
وذكر الطبري في كتابه " تاريخ الطبري " من رواية عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن "أدم عليه السلام " هبط بالهند ، و" حواء " في جده .. فجاء في طلبها حتى اجتمعا فازدلفت إليه حواء فسمى المكان " مزدلفة " وتعارفا بعرفات فسمى المكان " عرفات " ..
وهذا ما ذكره أيضاً ابن جبير ومن قبله الهمداني.
وقال ابن إسحاق : أما أهل التوراة فقالوا : هبط " أدم عليه السلام " في الهند على جبل يقال له " واسم " وهبطت " حواء " بجده من أرض مكة ..
عليه فإن أكثر الروايات اتفقت على أن " حواء " هبطت في جده وإن اختلفوا في تحديد موضع قبرها، مع أن بعضاً من أهل جده وبعض المسلمين يعتقدون بأنها دفنت في الموضع المعروف بجده ، وكان الأهالي والحجاج يرتادون الموقع للزيارة والتبرك حتى حوالي منتصف القرن الرابع عشر الهجري حينما قامت الحكومة السعودية بهدم القبة وتحرير العقول من البدع والأوهام التي كانت تسود المجتمع..
وكان بعض المؤرخين قد ذكروا أن في موضع مقبرة أمنا " حواء " الحالي كان هيكلاً عبدته قضاعة قبل الإسلام وأقيم القبر مكانه بعد الإسلام .
وذكر ابن جبير في القرن السادس الهجري خلال زيارته إلى جده أنه رأى بجده موضع فيه قبة مشيده قديمه يذكر أنه كان منزلاً " لحواء " أم البشر فبني المبنى لبركته وفضله .
كما أشار ابن بطوطة إلى القبة خلال رحلته إلى جده في القرن السابع الهجري .. كما ذكر على أثار تدل على قدمها..
غيري أن الرحالة التركي " اوليا جلبي " ذكر في " رحلته الحجازية " التي تمت عام 1082هـ في وصفه لمقبرة أمنا "حواء" ما يلي :
( هناك قبة صغير على المكان الذي ترقد فيه أمنا، ومع أن المكان رملي وسط الصحراء إلا أنه مفرح بالرغم من أنه بسيط وغير مزين .. والقبر مغطى بالحرير الأطلسي الأخضر ، وخارج الضريح وحوله مغطى بالحصى ناحية رأسها الشريفة ، وكذا ناحية قدميها المباركتين ).
وذكر : يقال بأن مكان أمنا " حواء " في " سرنديل " بالهند ولكن هذا قول ضعيف . وهناك من يقول أن وجود " أدم عليه السلام " هو الذي كان في " سرنديل " ودموع عينيه أنبتت الزنجبيل والفلفل والقرنفل ، وبد ذلك تمكنت عصفورة الجنة أن تنقل الأخبار بين " أدم وحواء " حتى تم بينهما اللقاء عند جبل عرفات ، وذلك لأن أمنا " حواء " قد هبطت في " جده " .. وحسب قول المؤرخ إسحاق فإن سيدنا " أدم عليه السلام " قد عمّر طويلاً ثم وافاه الأجل في عرفات ، وأنه لم يهبط في " سرنديل " بل أكثر الأقوال قبولاً أن " أدم وحواء " عاشا زمناً طويلاً في وادي مكة وأن الحق سبحانه وتعالى قد أنزل لهما بيتاً من الجنة ولكنه من أديم الأرض .. وكانا يتعبدان فيه ، ولما كانت مكة منطقة صخرية فإن الخالق أوحى إلى " أدم عليه السلام " أن يذهب إلى صحراء " حوران " بالقرب من الشام ، وأنه قام بأعمال الزراعة هنالك ، وكانا كل سنه يأتيان إلى البيت المعمور ويطوفان حوله ويصعدان إلى عرفات .. والمؤرخ إسحاق يعتقد بعدم نزول سيدنا "أدم عليه السلام " في " سرنديل " بالهند وأنه عمّر طويلاً بعد أمنا " حواء " . في حين هناك أقوال تقول أن أمنا " حواء " هي التي عمرت طويلاً بعد سيدنا " أدم عليه السلام " ، وأن أمنا " حواء " هي التي دفنت " هابيل وقابيل " والنبي " شيت " بالقرب من جده ولا يعلم الغيب إلا الله – وفي رواية أخرى أن سيدنا " نوح عليه السلام " قبل الطوفان بسنه واحده قد أخرج جسد سيدنا " أدم عليه السلام " من " عرفات " وجسد أمنا " حواء " من جده وقام عليه السلام بدفنهما من جديد في القدس الشريف : والعهدة على الراوي..
وحسب ما تذكر كتب تاريخ العالم أن سيدنا " أدم عليه السلام " كان يرزق دائماً بتوأم وأصبحت ذريته أربعون ألفاً. وجرت قدرة الله أن يكون أحدهما ذكر والأخر أنثى وكان يزوج الفتيات لمن سبقهن من الذكور . ولهذا قام هابيل بقتل قابيل .. وكانت هذه المرة الأولى التي تُسال فيها الدماء على وجه الأرض . ومنذ هبوط " أدم عليه السلام " مرت سبعة وثلاثون ألف سنة .
والواقع أنني أرى بأن هذه السطور التي أوردها الرحالة التركي " جبلي " لا يمكن ربطها بالدين في شيء . في الوقت الذي لا يمكن لنا مجرد وضعها في غياهب الأساطير الظلامية .. هكذا . ففي مثل هذه الأمور نحن نسلم فقط بما جاء في الكتاب والسنة . أما عدا ذلك فقابل للجدل والاجتهاد العلمي .. وقد جاءت إشارتي لقول " جبلي " باعتبارها سجل لبعض ما كتب في هذا الموضوع ليس إلا ..
هذا وقد أعطى العديد من الرحالة المؤرخين مقاسات تقريبية لطول القبر ..
ووصف محمد لبيب البتنوني قبر أمنا " حواء " قائلاً : أن في مدافن المسلمين بجده رأس قبر طويل يبلغ ( 150 متراً ) على ارتفاع متر وعرض ثلاثة أمتار وهو ما يسمونه قبر أمنا حواء ، وقد أقيمت عليه معالم تبين مكان الرأس والقدمين ، وتحت القبة مكان ( السرة الشريفة ) وفيه حجر صوان طوله نحو متر ..
وذكر .. أن الشريف عون الرفيق أمير مكة حينما هدم القباب وحاول هدم قبة حواء تصدي له قناصل الدول الأجنبية بجده بدعوى أن " حواء " ليست أم المسلمين وحدهم بل جميع البشر . فتراجع الشريف .
ورأي شخصياً أن تدخل القناصل الأجانب لم يكن صادراً عن عقيدة أو اعتقاد بأهمية القباب وعلاقتهم بحجتهم التي تنطوي على سوء نية ، بل رغبة دفينة بعدم فكاك المسلمين من تسيد الجهل وتفشي البدع والأوهام بينهم وإلهاء الأمة بالخزعبلات لإدامة حالة التخلف والانحطاط.
هذا وذكر الحضراوي عن القبر قوله : " وقد ذرعه بعض أصحابنا وكان قريباً من ثلاثمائة ذراع ".
وقد يبدو في تقديري أن في هذا شيء من المنطق إذا ما أدركنا أن البشر كانوا يعمرون ألاف السنين وأن أجسامهم من الضخامة بما ينسجم ومشقة تلك القرون العمرية التي لا تستطيع بنية عادية كالتي في زماننا تحملها : ذلك أن الإنسان المعاصر إذا ما تجاوز الستين عام تنهك بنيته وتضعف . ناهيك عن قسوة الطبية التي كانوا فيها مع قلة المعرفة والإمكانات مما يتطلب بنية بالغة القوة والشدة للتعايش مع الواقع : وسبحان الخالق مدبر الكون..
أما من حيث الاختلاف حول الطريقة التي ينطق بها أسم جدة " فلا أرى أنه ينتقص من الإجماع بأنها هي المدينة التي تقع على ساحل البحر الأحمر قريباً من مكة المكرمة التي تستقبل حجاج بيت الله الحرام وكافة أنواع التجارة وما إلى ذلك ..
وأيا كان الاسم الذي دخل نقطة التحريف .. فالموطن واحد.
ومما يجدر ذكره أن الملك عبد العزيز عفر الله له كان قد أمر بإزالة القبر عام 1982م لكثرة ما كانت تحدث حوله من تصرفات البسطاء بما يتنافى مع قواعد الدين .. وقد أزيل القبر مع بقاء السور الخارجي المحيط بالقبر التي استمرت في استقبال دفن الموتى.
وتعتبر مقبرة أمنا حواء بجده بعد بقيع " الغردق " بالمدينة المنورة و" المعلاة " بمكة المكرمة من أشهر مقابر العالم الإسلامي.
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة – لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي – الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)