شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : غالية الوهابية


ريمة مطهر
10-12-2011, 09:12 PM
غالِيَة الوَهَّابِيَّة
(000- بعد 1299ه = 000- 1814م)

غالية ، من عرب البُقوم : سيدة ، من بادية ما بين الحجاز ونجد ، اشتهرت بالشجاعة ، ونعتت بالأميرة . كانت أرملة رجل من أغنياء ( البقوم ) من سكان ( تربة ) على مقربة من الطائف ، من جهة نجد . وكان أهل تربة أسبق أهل الحجاز إلى موالاة نجد ، واتبعوا مذهب ( الحنابلة ) الذين سماهم الترك ثم الإفرنج بالوهابية . ولأهل تربة مواقف معروفة فيما كان من الحروب بين النجديين والترك والهاشميين . قال محمود فهمي المهندس في كتابه ( البحر الزاخر ) واصفاً بطولة امرأة عربية في حرب ( الوهابيين ) سنة 1812م (1227ه) ما خلاصته : " لم يحصل من قبائل العرب القاطنين بقرب مكة مقاومة أشد مما أجراه عرب البقوم في تربة ، وكان قد لجأ إليها معظم عساكر الشريف غالب ، وقائد العربان في ذلك الوقت امرأة أرملة ، اسمها غالية كان زوجها أشهر رجال هذه الجهة وكانت هي على غاية من الغنى ، ففرقت جميع أموالها على فقراء العشائر الذين يرغبون في محاربة الترك واعتقد المصريون أنها ساحرة ! وأن لها قدرة على إخفاء رؤساء الوهابيين عن أعين المصريين . ففي أوائل نوفمبر 1813م ( ذي الحجة 1228) سافر طوسون من الطائف ومعه 2000 نفس للغارة على تربة وأمر عساكره بالهجوم ، وكان العرب محافظين على أسوار المدينة بشجاعة ، ومستبشرين بوجود غالية معهم ، وهي المقدمة عليهم ، فصدوا طرسون وعساكره ، واضطر هؤلاء إلى ترك خيامهم وسلاحهم ، وقتل منهم في ارتدادهم نحو سبعمائة نفس ، ومات كثيرون جوعاً وعطشاً ، وكانت النتيجة المنتظرة لهذا الفضل أن يموت جميع العساكر لولا أن توماس كيث مع شرذمة من الخيالة استردوا مدفعاً وحفظوا به خط الرجعة . وتعطلت بعد ذلك الإجراءات الحربية ثمانية عشر شهراً " . وقال مؤرخ مصر ( الجبرتي ) في حوداث صفر 1229هـ : ( وفي ثانيه وصل مصطفى بك أمير ركب الحجاج إلى مصر ، وسبب حضوره أنه ذهب بعساكره وعساكر الشريف من الطائف إلى ناحية تربة ، والمتأمّر عليها امرأة ، فحاربتهم ، وانهزم منها شر هزيمة ، فحنق عليه الباشا وأمره بالذهاب إلى مصر مع المحمل ) وقال أيضاً في حوادث جمادى الأولى 1229 هـ : ( وفي رابعه وصلت هجانة من ناحية الحجاز ، وأخبر المخبرون أن طوسون باشا وعابدين بيك ركبا بعساكرهما على ناحية تربة التي بها المرأة التي يقال لها غالية ، فوقعت بينهم حروب ، ثمانية أيام ، ثم رجعوا منهزمين ولم يظفروا بطائل .
المرجع
خير الدين الزركلي ، الأعلام ، الجزء الخامس .