الباب العاشر : استفزازات قريش والغزوات قبل بدر

قريش تهدد الأنصار

لم تسترح قريش منذ هاجر النبي r من مكة بل زاد غيها وحقدها وغيظها على رسول الله r وكتبت للمشركين في المدينة يتهددونهم بالقتال إن هم لم يخرجوا الرسول r وأصحابه ، وقد استقبل الكتاب عبد الله بن أبي بن سلول ، وامتثل له وقال يجب أن يخرج هذا الرجل من بيننا ولكن الرسول r رد عليهم فتوقفوا .. ولكن ابن أبي لم يترك فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين وكان يضم اليهود معه ليعينوه وقد استمرت هذه الاستفزازات من قريش للمسلمين في المدينة .. وفي هذه الأثناء جاء إذن من الله U للمسلمين بالقتال ، قال تعالى : ]أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)[ الحج .

الغزوات قبل غزوة بدر

بدأت بعد نزول آية الأذن بالقتال للمسلمين ما يشبه الدوريات الاستكشافية والاستطلاعية على الطريق المحيطة بالمدينة وقد تم عقد معاهدات مع القبائل لإشعار المشركين واليهود بقوة المسلمين .
وقد حدثت عدة سرايا منها :
سرية سيف البحر لاعتراض عير لقريش جاءت من الشام وسرية رابغ ، وسرية الخرار ، غزوة الأبواء ، غزوة بواط ، غزوة سفوان ، وغزوة ذي العشيرة ، وسرية نخلة .
وجميع هذه الغزوات لم يتم فيها سلب مال أو قتل رجال ، وفي هذه الأثناء في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة أمر الله تعالى نبيه بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام ، وقد كشفت هذه الحادثة أحوال المنافقين الذين كانوا قد دخلوا صفوف المسلمين حيث انكشفوا بإثارتهم للبلابل .
المرجع
السيرة النبوية الشريفة مختصر لكتاب : " الرحيق المختوم " لمؤلفه الشيخ / صفي الرحمن المباركفوري
إعداد : عبد الله بن سعيد الزهراني ، الطبعة الأولى ، 1427 هـ – 2006 م