ريمة مطهر
08-09-2011, 11:49 PM
الباب الخامس : الدعوة خارج مكة
دعوة أهل الطائف
خرج الرسول r بدعوته للطائف عسى أن ينصروه وذلك في السنة العاشرة من النبوة وقد خرج ماشياً على قدمه ومعه مولاه زيد بن الحارث ، وكلما مر على قبيلة في طريقه دعاهم لتوحيد الله وعبادته ، فلما وصل الطائف عمد لثلاثة إخوة من ثقيف ومن الرؤساء وهم عبد يا ليل ، ومسعود وحبيب ، أبناء عمر الثقفي ، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله وحده ونصرة الإسلام فقال أحدهم : أما وجد الله غيرك ليرسله ، وقال الآخر : إني أمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك ، وقال الثالث : والله لا أكلمك أبداً فإن كنت رسولاً فأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك وإن كنت كاذباً فو الله ما ينبغي أن أكلمك ، فقال لهم الرسول r : " إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني " ، وقد أقام بها عشرة أيام يدعوهم ولا يجد إلا " أخرج من بلادنا " ، وقد أغروا به السفهاء فعندنا أراد الخروج تبعوه في صفين وجعلوا يرمونه بالحجارة ورجموا عراقيبه حتى أدموها ولم يزالوا به حتى ألجأوه ومولاه لحائط وبستان لعتبة وشيبة أبناء ربيعة فجلس الرسول r إلى حُبْلة من عنب ودعا وقال : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا الآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ولا حل ولا قوة إلا بك " .
فلما رآه أبناء ربيعة دعوا غلاماً نصرانياً هو " عداس " وآخذ قطفاً من العنب وذهب به إليه فلما أخذه الرسول r قال : " بسم الله " ، فقال عداس : هذا الكلام ليس من كلام أهل هذا البلد ، فقال له الرسول r : " من أي البلاد أنت ، وما دينك ؟ " ، فقال : أنا نصراني من نينوى ، فقال له الرسول r : " أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ " . قال : وما يدريك ؟ . قال r : " ذلك أخي كان نبياً وأنا نبي " ، فانكب عداس يقبل رأس الرسول r ورأسه ويديه ورجليه .
وخرج الرسول r وهو مهموم ولم يفق إلا وهو بقرن الثعالب " قرن المنازل " في السيل فإذا جبريل ينادي الرسول r وقال : أن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال فأمره بما شئت فيهم ، فنادى ملك الجبال فسلم عليه ثم قال : يا محمد ذلك فيما شئت إن شئت أطبق عليهم الأخشبين وهما جبلان بمكة " أبو قبيس " و " قعيقعان " . قال r : " بل أرجوا أن يخرج الله U من أصلابهم من يعبد الله U وحده ولا يشرك به شيئاً " .
ثم أقام بوادي نخله : الزيمة " وقد بعث الله إليه في هذا الوقت نفراً من الجن : ]وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ[ سورة الأحقاف . وفي سورة الجن : ] قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا [ سورة الجن .
وتبين أن الرسول r لم يتبين بحضور الجن وإنما أخبره الله U وهذا نوع من التثبيت والقوة للرسول r وأن أي قوة في الكون لن تستطيع أن تحول بين الدعوة ، قال تعالى : ]وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأرْضِ[ .
وقد ساهمت هذه البشارات في انقشاع الحزن على الرسول r حيث قرر r العودة والدخول لمكة فقال له مولاه زيد : كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك ، فقال r : " يا زيد أن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً ، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر دينه " ، فلما دنا الرسول r من مكة مكث بحراء وبعث برجل للأخنس بن شريعة ليجيره فرفض ، فبعث لسهيل بن عمر فرفض لأنه حليف لقريش فبعث للمطعم بن عدي فقال : نعم ، وأمر أبناءه بالتسلح فدخل رسول الله r مكة وذهب للحرم وقال المطعم : يا قريش إني قد أجرت محمد فلا يهجه أحد .
دعوة أهل الطائف
خرج الرسول r بدعوته للطائف عسى أن ينصروه وذلك في السنة العاشرة من النبوة وقد خرج ماشياً على قدمه ومعه مولاه زيد بن الحارث ، وكلما مر على قبيلة في طريقه دعاهم لتوحيد الله وعبادته ، فلما وصل الطائف عمد لثلاثة إخوة من ثقيف ومن الرؤساء وهم عبد يا ليل ، ومسعود وحبيب ، أبناء عمر الثقفي ، فجلس إليهم ودعاهم إلى الله وحده ونصرة الإسلام فقال أحدهم : أما وجد الله غيرك ليرسله ، وقال الآخر : إني أمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك ، وقال الثالث : والله لا أكلمك أبداً فإن كنت رسولاً فأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك وإن كنت كاذباً فو الله ما ينبغي أن أكلمك ، فقال لهم الرسول r : " إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني " ، وقد أقام بها عشرة أيام يدعوهم ولا يجد إلا " أخرج من بلادنا " ، وقد أغروا به السفهاء فعندنا أراد الخروج تبعوه في صفين وجعلوا يرمونه بالحجارة ورجموا عراقيبه حتى أدموها ولم يزالوا به حتى ألجأوه ومولاه لحائط وبستان لعتبة وشيبة أبناء ربيعة فجلس الرسول r إلى حُبْلة من عنب ودعا وقال : " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري ؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا الآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ولا حل ولا قوة إلا بك " .
فلما رآه أبناء ربيعة دعوا غلاماً نصرانياً هو " عداس " وآخذ قطفاً من العنب وذهب به إليه فلما أخذه الرسول r قال : " بسم الله " ، فقال عداس : هذا الكلام ليس من كلام أهل هذا البلد ، فقال له الرسول r : " من أي البلاد أنت ، وما دينك ؟ " ، فقال : أنا نصراني من نينوى ، فقال له الرسول r : " أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى ؟ " . قال : وما يدريك ؟ . قال r : " ذلك أخي كان نبياً وأنا نبي " ، فانكب عداس يقبل رأس الرسول r ورأسه ويديه ورجليه .
وخرج الرسول r وهو مهموم ولم يفق إلا وهو بقرن الثعالب " قرن المنازل " في السيل فإذا جبريل ينادي الرسول r وقال : أن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال فأمره بما شئت فيهم ، فنادى ملك الجبال فسلم عليه ثم قال : يا محمد ذلك فيما شئت إن شئت أطبق عليهم الأخشبين وهما جبلان بمكة " أبو قبيس " و " قعيقعان " . قال r : " بل أرجوا أن يخرج الله U من أصلابهم من يعبد الله U وحده ولا يشرك به شيئاً " .
ثم أقام بوادي نخله : الزيمة " وقد بعث الله إليه في هذا الوقت نفراً من الجن : ]وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ* قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ[ سورة الأحقاف . وفي سورة الجن : ] قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا [ سورة الجن .
وتبين أن الرسول r لم يتبين بحضور الجن وإنما أخبره الله U وهذا نوع من التثبيت والقوة للرسول r وأن أي قوة في الكون لن تستطيع أن تحول بين الدعوة ، قال تعالى : ]وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأرْضِ[ .
وقد ساهمت هذه البشارات في انقشاع الحزن على الرسول r حيث قرر r العودة والدخول لمكة فقال له مولاه زيد : كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك ، فقال r : " يا زيد أن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجاً ، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر دينه " ، فلما دنا الرسول r من مكة مكث بحراء وبعث برجل للأخنس بن شريعة ليجيره فرفض ، فبعث لسهيل بن عمر فرفض لأنه حليف لقريش فبعث للمطعم بن عدي فقال : نعم ، وأمر أبناءه بالتسلح فدخل رسول الله r مكة وذهب للحرم وقال المطعم : يا قريش إني قد أجرت محمد فلا يهجه أحد .