شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : سعيد بن عامر وأهل حمص


تسنيم كتبي
07-27-2011, 07:45 PM
سعيد بن عامر وأهل حمص

وإلى حمص الدينة الثائرة مرة أخرى رحل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t ينظر فى أحواله أميرها سعيد بن عامر ، ويمسح دموع المحزونين ، فلما حضر أهلها بين يديه قال :
يا أهل حمص : كيف وجدتم عاملكم ؟
فشكوه إليه ( وكان يقال لأهل حمص الكويفة الصغرى لكثرة شكايتهم العمال كما كان يفعل أهل الكوفة ) .
قالوا : نشكوا أربعاً من أفعاله : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار ، ولا يجيب أحداً بليل ، وله يوم فى الشهر لا يخرج فيه إلينا ، وتصيبه رعدة فيصرع أو يغشى عليه بين الأيام .
فجمع عمر t بينهم وبينه ، وقال : اللهم لا تخيب رأيى فيه اليوم ، يم قال : ما تشكون منه ؟
قالوا : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار .
فقال عمر t : ما تقول فى ذلك يا سعيد ؟
شكت قليلاً ، ثم قال : وQ إن كنت لأكره ذكر ذلك ، وجعلته بينى وبين ربى ، أما وأنه لا بد منه ، فإنه ليس لأهلى خادم ، فأعجن عجينى ، ثم أجلس حتى يختمر ، ثم أخبز خبزى ، ثم أتوضأ ثم أخرج إليهم .
فقال عمر t : ما تشكون منه ؟!
قالوا : لا يجيب أحداً بليل .
قال عمر t : ما تقول ؟
قال سعيد t : إنى جعلت النهار لهم ، وجعلت الليل لله U .
قال عمر t : ما تشكون منه ؟!
قالوا : إن له يوماً فى الشهر لا يخرج إلينا فيه .
قال عمر t : ما تقول ؟
قال سعيد t : ليس لى ثياب غير التى ألبسها فأغسلها فى الشهر مرة واحدة ، وانتظرها حتى تجف .
قال عمر t : ما تشكون منه ؟
قالوا : نصيبه من حين لآخر رعدة تغيبه عمن فى مجلسه .
قال عمر t : ما تقول ؟
قال سعيد t : شهدت مصرع خبيب بن عدى الأنصارى t بمكة ، وأنا مشرك ، ورأيت قريشاً تقطع جسده قطعاً ، ثم حملوه على جذع نخلة ، فقالوا له : أتحب أن محمداً مكانك ؟
فقال : وQ ما أحب أنى فى أهلى وولدى ، وأن محمداً r شيك بشوكة .. فما ذكرت ذلك اليوم وتركى نصرته فى تلك الحال ، وأنا مشرك لا أؤمن بـQ العظيم ، إلا ظننت أن QU لا يغفر لى بذلك الذنب أبداً ، فتصيبنى تلك الرعدة .
قال عمر t وقد انبسطت أسارير وجهه : الحمد لله الذى لم يخيب ظنى به .

المرجع
100 قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب t ـ محمد صديق المنشاوي