واعمراه !

أرسل عمر t جسده المنهك إلى أرض المسجد ، واضعاً رداءه تحت رأسه ، وبينما هو كذلك إذا بهاتف يصيح : يا عمراه يا عمراه !!
انتبه مذعوراً ، وأسرع إلى الصوت ، فإذا أعرابى ممسك بخطام بعير ، والناس حوله .
فقال الناس : هذا أمير المؤمنين .
قال عمر t : من آذاك ؟ ظن أنه مظلوم .
فأنشأ الرجل أبياتاً يشكو فيها الجدب ، فوضع عمر t يده على رأسه ثم صاح :
واعمراه .. واعمراه ، أتدرون ما يقول ؟ إن يذكر الجدب وابن أم عمر يشبع ويروى ، والمسلمون فى جدب وضيق .
فوجه إليه عمر t إبلاً كثيرة عليها الطعام مع رجلين من الأنصار ، فدخلا اليمن وقسما ما كان معهما على الناس ، ولم يبق من ذلك إلا شىء يسير ، لا يملأ كفاً .
وبينما يريدان الانصراف إلى المدينة ، وجدا رجلاً التفت ساقاه من الجوع قائماً يصلى ، فلما رآهما قطع الصلاة ، وأسرع إليهما قائلاً : هل معكما شىء ؟
فأعطوه ما تبقى ، وأخبراه بخبر عمر t ، وأنه سيرسل إليهم ، فقال فى تبرم : وQ لئن وكلنا إلى عمر لنهلكن .
ثم ترك ما بين يديه وعاد إلى الصلاة ، ومد يديه بالدعاء ، وطال تضرعه ، فما ردهما إلى نحره حتى أرسل Q السماء بالمطر .

المرجع
100 قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب t ـ محمد صديق المنشاوي