الرضيع والنسوة الأربع

جاءت امرأة شابه وقور لم تتجاوز العقد الرابع ، تعلو وجهها مسحة حزن ، يلمع في عينيها نذير الخوف والذعر ، تخطت الرقاب حتى بلغت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب t ، فانحنت على أذنه تقول بصوت مبحوح تزاحمه الزفرات :
إنى وجدت صبياً رضيعاً بجواره خرقة فيها مائة دينار ، فأخذته واستأجرت له مرضعة ، وإن أربع نسوة يأتينه ، ويقبلنه لا أدرى أيتهن أمه ؟
فقال لها عمر t : إذا هن أتينك فأعمينى .
ثم انصرفت المرأة ، وعندما جاءت النسوة الأربع ، أرسلت إلى عمر t ، فلما قدم عليهم قال : أيتكن أم هذا الصبى ؟
فقالت واحدة منهن : وQ ما أحسنت ، ولا أجملت يا عمر !
تعمد إلى امرأة ستر Q عليها فتريد أ، تهتك سترها !
قال عمر t في حياء : صدقت ، ثم قال للمرأة التى عندها الغلام : إذا أتينك فلا نسألينهن عن شىء ، وأحسنى إلى صبيهن ثم انصرف .

المرجع
100 قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب t ـ محمد صديق المنشاوي