جمانة كتبي
07-20-2011, 03:39 AM
" المختار ... ثلاثية الجهاد والإباء والتضحية "
(2c4ba6ce01.html)
أسد الصحراء ، شيخ المجاهدين .. ألقاب لرجل لا نكتفي بوصفه بالألقاب ، ولا حتى بالأشعار والملاحم ، رجل تجلت فيه أسمى معاني الجهاد ، وأرقى عبارات الإباء والتضحية في سبيل الدين ثم الوطن .
نسبه
هو عمر بن المختار بن فرحات من بيت غيث من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة . أمه عائشة بنت محارب .
(0158ff12d1.html)
مولده ونشأته
لم يحدد المؤرخون – على وجه الدقة – السنة التي ولد فيها عمر المختار ، إلا أن الراجح أنه ولد نحو عام 1862م في قريبة جنزور بمنطقة البطنان الصحراوية في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية ، وتربى تربية البدو في مضارب قبيلة المنفة . وقبيلته هذه من قبائل المرابطين ، الذي عرفوا تاريخياً برباطهم على ثغور الإسلام لحمايتها . تربى المختار يتيماً ، حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصبة زوجته عائشة .
تلقى عمر المختار تعليمه الأولى في جنزور ، ثم سافر الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية ، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى .
ظهرت عليه علامات النجابة وزرانة العقل ، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسي مما زاده رفعة وسموا ، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ، ومشايخ القبائل ، وأعيان المدن ، حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم " .
شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية ( السودان الغربي ) وحول واداي . وقد استقر المختار مدة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً ، ثم عُين شيخاً لزاوية ( عين كلك ) ليقضي حقبة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية .
وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عُين شيخاً لزاوية القصور وهذه الزاوية تقع في أرض قبيلة العبيد ببرقة الحمراء ، وعُرفت هذه القبيلة بتمردها وصعوبة مراسها وعدم خضوعها لأي سلطان ، ولكن سرعان ما نمت عنده مهارات ، منها : معرفة أنساب القبائل ، وسبر كل واحدة منها في التقاليد والعادات ، وألم بمواطنها وأجاد فض المنازعات ، ووأد ثاراتها التاريخية في كياسة وفطنة ، مما أكسبه علاقة طيبة مع شيوخ ووجهاء قبائل برقة التي كان لها الدور الحاسم في تسلمه قادة الجهاد فيما بعد .
معلم يتحول إلى محارب
عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم ، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية في 29 سبتمر 1911م ، وبدأت البارجات الحربية تصب قذائفها على مدن الساحل الليبي ، وعندما علم المختار بالغزو الإيطالي سارع إلى تنظيم حركة الجهاد والمقاومة ، وقد شهدت الحقبة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي ، نذكر منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قُتل فيها للإيطاليين عشرة ضباط وستون جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم .
وحينما عين أميليو حاكماً عسكرياً لبرقة ، رأي أن يعمل على ثلاثة محاور :
الأول : قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا .
الثاني : قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي .
والثالث : قتال المجاهدين في مسوس وأجدابيا .
لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م ، وتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى .
الفاشيست والمجاهدون
بعد الانقلاب الفاشي في إيطاليا في أكتوبر 1922م ، وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب ، إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا ، تغير الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي ، واضطر إلى ترك البلاد وقد عهد بالأعمال العسكرية السياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخوه الرضا مقامه في الإشراف على الشؤون الدينية .
بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد ، وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين وتولى هو القيادة العامة .
(21370f6ecb.html)
بعد الغزو الإيطالي على مدينة أجدابيا مقر القيادة الليبية ، أصبحت كل من المواثيق والمعاهدات ملغاة ، وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها م منطاق عدة نحو الجبل الأخضر ، وفي تلك الأثناء تسابقت جمع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والانضواء تحت قيادة عمر المختار ، كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح ، وعندما ضاق الإيطاليون ذرعاً من الهزيمة على يد المجاهدين ، أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجنوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1826م ، وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين ، وعلى رأسهم عمر المختار ، ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال .
(04f3ac1d59.html)
ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان ؛ لقطع الإمدادات عن المجاهدين ، فخرجت حملة يناير 1928م ، ولت تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غالياً ، وعلى الرغم من حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم ، إلا أن الأحداث لم تنل منهم ، وتثبط من عزمهم ، والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين ، انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتاداً كثيراً .
(8e2ef11620.html)
(2c4ba6ce01.html)
أسد الصحراء ، شيخ المجاهدين .. ألقاب لرجل لا نكتفي بوصفه بالألقاب ، ولا حتى بالأشعار والملاحم ، رجل تجلت فيه أسمى معاني الجهاد ، وأرقى عبارات الإباء والتضحية في سبيل الدين ثم الوطن .
نسبه
هو عمر بن المختار بن فرحات من بيت غيث من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة . أمه عائشة بنت محارب .
(0158ff12d1.html)
مولده ونشأته
لم يحدد المؤرخون – على وجه الدقة – السنة التي ولد فيها عمر المختار ، إلا أن الراجح أنه ولد نحو عام 1862م في قريبة جنزور بمنطقة البطنان الصحراوية في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا على الحدود المصرية ، وتربى تربية البدو في مضارب قبيلة المنفة . وقبيلته هذه من قبائل المرابطين ، الذي عرفوا تاريخياً برباطهم على ثغور الإسلام لحمايتها . تربى المختار يتيماً ، حيث وافت المنية والده مختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة بصبة زوجته عائشة .
تلقى عمر المختار تعليمه الأولى في جنزور ، ثم سافر الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام السيد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية ، فدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب ، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى .
ظهرت عليه علامات النجابة وزرانة العقل ، فاستحوذ على اهتمام ورعاية أستاذه السيد المهدي السنوسي مما زاده رفعة وسموا ، فتناولته الألسن بالثناء بين العلماء ، ومشايخ القبائل ، وأعيان المدن ، حتى قال فيه السيد المهدي واصفاً إياه " لو كان عندنا عشرة مثل عمر المختار لاكتفينا بهم " .
شارك عمر المختار في الجهاد بين صفوف المجاهدين في الحرب الليبية الفرنسية في المناطق الجنوبية ( السودان الغربي ) وحول واداي . وقد استقر المختار مدة من الزمن في قرو مناضلاً ومقاتلاً ، ثم عُين شيخاً لزاوية ( عين كلك ) ليقضي حقبة من حياته معلماً ومبشراً بالإسلام في تلك الأصقاع النائية .
وبعد وفاة السيد محمد المهدي السنوسي عام 1902م تم استدعاؤه حيث عُين شيخاً لزاوية القصور وهذه الزاوية تقع في أرض قبيلة العبيد ببرقة الحمراء ، وعُرفت هذه القبيلة بتمردها وصعوبة مراسها وعدم خضوعها لأي سلطان ، ولكن سرعان ما نمت عنده مهارات ، منها : معرفة أنساب القبائل ، وسبر كل واحدة منها في التقاليد والعادات ، وألم بمواطنها وأجاد فض المنازعات ، ووأد ثاراتها التاريخية في كياسة وفطنة ، مما أكسبه علاقة طيبة مع شيوخ ووجهاء قبائل برقة التي كان لها الدور الحاسم في تسلمه قادة الجهاد فيما بعد .
معلم يتحول إلى محارب
عاش عمر المختار حرب التحرير والجهاد منذ بدايتها يوماً بيوم ، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية في 29 سبتمر 1911م ، وبدأت البارجات الحربية تصب قذائفها على مدن الساحل الليبي ، وعندما علم المختار بالغزو الإيطالي سارع إلى تنظيم حركة الجهاد والمقاومة ، وقد شهدت الحقبة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912م أعظم المعارك في تاريخ الجهاد الليبي ، نذكر منها على سبيل المثال معركة يوم الجمعة عند درنة في 16 مايو 1913م حيث قُتل فيها للإيطاليين عشرة ضباط وستون جنديا وأربعمائة فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم .
وحينما عين أميليو حاكماً عسكرياً لبرقة ، رأي أن يعمل على ثلاثة محاور :
الأول : قطع الإمدادات القادمة من مصر والتصدي للمجاهدين في منطقة مرمريكا .
الثاني : قتال المجاهدين في العرقوب وسلنطه والمخيلي .
والثالث : قتال المجاهدين في مسوس وأجدابيا .
لكن القائد الإيطالي وجد نار المجاهدين في انتظاره في معارك أم شخنب وشليظيمة والزويتينة في فبراير 1914م ، وتتواصل حركة الجهاد بعد ذلك حتى وصلت إلى مرحلة جديدة بقدوم الحرب العالمية الأولى .
الفاشيست والمجاهدون
بعد الانقلاب الفاشي في إيطاليا في أكتوبر 1922م ، وبعد الانتصار الذي تحقق في تلك الحرب ، إلى الجانب الذي انضمت إليه إيطاليا ، تغير الأوضاع داخل ليبيا واشتدت الضغوط على السيد محمد إدريس السنوسي ، واضطر إلى ترك البلاد وقد عهد بالأعمال العسكرية السياسية إلى عمر المختار في الوقت الذي قام أخوه الرضا مقامه في الإشراف على الشؤون الدينية .
بعد أن تأكد للمختار النوايا الإيطالية في العدوان قصد مصر عام 1923م للتشاور مع السيد إدريس فيما يتعلق بأمر البلاد ، وبعد عودته نظم أدوار المجاهدين وتولى هو القيادة العامة .
(21370f6ecb.html)
بعد الغزو الإيطالي على مدينة أجدابيا مقر القيادة الليبية ، أصبحت كل من المواثيق والمعاهدات ملغاة ، وانسحب المجاهدون من المدينة وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها م منطاق عدة نحو الجبل الأخضر ، وفي تلك الأثناء تسابقت جمع المجاهدين إلى تشكيل الأدوار والانضواء تحت قيادة عمر المختار ، كما بادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد والسلاح ، وعندما ضاق الإيطاليون ذرعاً من الهزيمة على يد المجاهدين ، أرادوا أن يمنعوا عنهم طريق الإمداد فسعوا إلى احتلال الجنوب ووجهت إليها حملة كبيرة في 8 فبراير 1826م ، وقد شكل سقوطها أعباء ومتاعب جديدة للمجاهدين ، وعلى رأسهم عمر المختار ، ولكن الرجل حمل العبء كاملاً بعزم العظماء وتصميم الأبطال .
(04f3ac1d59.html)
ولاحظ الإيطاليون أن الموقف يملي عليهم الاستيلاء على منطقة فزان ؛ لقطع الإمدادات عن المجاهدين ، فخرجت حملة يناير 1928م ، ولت تحقق غرضها في احتلال فزان بعد أن دفعت الثمن غالياً ، وعلى الرغم من حصار المجاهدين وانقطاعهم عن مراكز تموينهم ، إلا أن الأحداث لم تنل منهم ، وتثبط من عزمهم ، والدليل على ذلك معركة يوم 22 أبريل التي استمرت يومين كاملين ، انتصر فيها المجاهدون وغنموا عتاداً كثيراً .
(8e2ef11620.html)