رضيت عن عثمان


هجم شبح الجوع على آل بيت النبي r ، وحاصرهم أربعة أيام حتى أوجع بطونهم وأبكي صبيانهم .
فدخل عليهم النبي r فقال : يا عائشة هل أصبتم بعدي شيئا ؟
قالت : من أين ؟ إن لم يأتنا Q به على يديك ! !
فتوضأ النبي r ، وانصرف إلى الصلاة ، و أخذ يدعو Q ويتضرع إليه .
وفي آخر النهار جاء عثمان بن عفان t يجري الخير بين يديه ، فاستأذن .
فهمت السيدة عائشة رضي الله عنها أن تحجبه ، ثم أذنت له .
فقال في هدوء : يا أمتاه أين رسول الله r ؟
فقالت عائشة بحزن : يا بني ما طعم آل محمد من أربعة أيام شيئًا !!
فبكى عثمان t ، وسالت دموعه هادرة ، وقال بصوت يشوبه البكاء : مقتًا للدنيا .
ثم اندفع يسبق الريح فبعث إلى آل بيت النبي r بأحمال من الدقيق ، وأحمال القمح ، وأحمال التمر ، وبشاة مذبوحة مسلوخة ، وثلاثمائة درهم في صرة .
ولكن كل هذا يأخذ وقتًا من أجل تسويته ، فأرسل إليهم بخبز وشواء كثير .
فقال لهم وقد علت شفتيه ابتسامة الرضي بما صنع : كلوا أنتم هذا ، واصنعوا لرسول الله r من هذا حتى يجئ .
ثم أقبل على السيدة عائشة رضي الله عنها ، وأقسم عليها إن ألم بهم شيء من هذا إلا أعلمته .
وبعد مدة أتي رسول الله r فقال بصوت أضعفه الجوع : " يا عائشة هل أصبتهم بعدي شيئا ؟ " .
قالت بوجه متهلل : نعم يا رسول Q ، قد علمت أنك إنما خرجت تدعو الله U ، وقد علمت أن الله تعالى لان يردك عن سؤالك .
قال r :" فما أصبتهم ؟ " .
فأخبرته بأحمال الدقيق القمح والتمر وكذا وكذا .
قال r : " ممن " .
قالت عائشة : من عثمان بن عفان t ، دخل علي فأخبرته فبكى ، وذكر الدنيا بمقت ، وأقسم على ألا يكون فينا مثل هذا إلا أعلمته .
فلم يجلس r ، ولم يأكل ، وانطلق مسرعًا إلى المسجد ورفع يديه متضرعًا إلى ربه :
" الله إن قد رضيت عن عثمان فارض عنه ، الله إني قد رضيت عن عثمان فارض عنه .. " ثلاثًا .

المرجع :
100 قصة وقصة من حياة عثمان بن عفان t _ محمد صديق المنشاوي