تسنيم كتبي
07-12-2011, 08:44 PM
عمر t يقبل رأس ابن حذافة
في السنة التاسعة عشرة للهجرة أرسل عمر بن الخطاب t جيشاً لحرب الروم ، وفيهم رجل يقال له : عبد Q بن حذافة من أصحاب النبى r ، فأسره الروم ، وذهبوا به مكبلاً فى قيوده إلى ملكهم .
فقالوا له : هذا الرجل من أصحاب محمد r .
نزل الملك عن عرشه ، وبقدم في بطء إلى عبد Q بن حذافة الذى قام في وسط البلاط في عزة وثبات ، ما زادته القيود إلا هيبة وقوة ، تصفحه الملك بنظراته النافذة ، وشرد في هؤلاء المسلمين الذين هانت عندهم الدنيا ، وأداروا ظهورهم للنشوة والمتعة .
اقترب الملك من عبد Q بن حذافة قائلاً : هل لك أن تتنصر وأشركك في ملكى وسلطانى ؟
قال عبد Q في ثبات : لو أعطيتنى جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد r طرفة عين ما فعلت .
قال الملك في حدة : إذن أقتلك .
قال عبد Q : أنت وذاك .
فأمر به فصلب ، وقال للرماة : ارموه قريباً من يديه ورجليه .
فأمطر الرماة عبد Q بن حذافة بالسهام ، والملك يعرض عليه التنصر ، فما زاده ذلك إلا إيماناً ، ثم أمير به فأنزل ، ثم دعا بقدر فصب فيها زيت حتى احترق ، ثم دعا بأسيرين من المسلمين ، فأمر بأحدهما فألقى وظل يتقلب حتى ذاب لحمه وبانت عظامه ، وهو يعرض عليه ، فكان أشد إباء من قبل .
ثم أمر به أن يلقى فيه ، فلما ذهب الجنود به بكى ، وسالت دموعه ، فقيل للملك : إنه قد بكى .
فظن أنه خاف وجذع ، فقال ضاحكاً : ردوه .
فعرض عليه النصرانية ، فأبى .
فقال الملك متعجباً ذاهلاً : ما أبكاك إذن ؟!
قال عبد Q : أبكانى أنى قلت في نفسى : تلقى الساعة في هذا القدر فتذهب نفس واحدة ، فكنت أشتهى أن يكون بعدد كل شعرة في جسدى نفس تلقى في Q .
هز الملك رأسه إعجاباً وحيرة من هذا الرجل الذى احتقر الموت ، ثم تقدم ناحيته هامساً : هل لك أن تقبل رأسى وأخلى عنك ؟
قال عبد Q فرحاً : تخلى عنى وعن جميع أسارى المسلمين ؟!
قال الملك : وعن جميع أسارى المسلمين .
قال عبد Q : فقلت في نفسى : عدو من أعداء Q أقبل رأسه يخلى عنى وعن أسارى المسلمين ، لا أبالى . ثم تقدم عبد Q بن حذافة ، فقبل رأسه ، فدفع إليه الأسارى ، فقدم بهم على عمر بن الخطاب t ، فأخبره بخبره .
تهلل وجه عمر t ، وانشرح صدره صائحاً : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد Q بن حذافة ، وأنا أبدأ .
فنهض عمر t وانحنى يقبل رأس عبد Q بن حذافة t .
المرجع
100 قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب t ـ محمد صديق المنشاوي
في السنة التاسعة عشرة للهجرة أرسل عمر بن الخطاب t جيشاً لحرب الروم ، وفيهم رجل يقال له : عبد Q بن حذافة من أصحاب النبى r ، فأسره الروم ، وذهبوا به مكبلاً فى قيوده إلى ملكهم .
فقالوا له : هذا الرجل من أصحاب محمد r .
نزل الملك عن عرشه ، وبقدم في بطء إلى عبد Q بن حذافة الذى قام في وسط البلاط في عزة وثبات ، ما زادته القيود إلا هيبة وقوة ، تصفحه الملك بنظراته النافذة ، وشرد في هؤلاء المسلمين الذين هانت عندهم الدنيا ، وأداروا ظهورهم للنشوة والمتعة .
اقترب الملك من عبد Q بن حذافة قائلاً : هل لك أن تتنصر وأشركك في ملكى وسلطانى ؟
قال عبد Q في ثبات : لو أعطيتنى جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد r طرفة عين ما فعلت .
قال الملك في حدة : إذن أقتلك .
قال عبد Q : أنت وذاك .
فأمر به فصلب ، وقال للرماة : ارموه قريباً من يديه ورجليه .
فأمطر الرماة عبد Q بن حذافة بالسهام ، والملك يعرض عليه التنصر ، فما زاده ذلك إلا إيماناً ، ثم أمير به فأنزل ، ثم دعا بقدر فصب فيها زيت حتى احترق ، ثم دعا بأسيرين من المسلمين ، فأمر بأحدهما فألقى وظل يتقلب حتى ذاب لحمه وبانت عظامه ، وهو يعرض عليه ، فكان أشد إباء من قبل .
ثم أمر به أن يلقى فيه ، فلما ذهب الجنود به بكى ، وسالت دموعه ، فقيل للملك : إنه قد بكى .
فظن أنه خاف وجذع ، فقال ضاحكاً : ردوه .
فعرض عليه النصرانية ، فأبى .
فقال الملك متعجباً ذاهلاً : ما أبكاك إذن ؟!
قال عبد Q : أبكانى أنى قلت في نفسى : تلقى الساعة في هذا القدر فتذهب نفس واحدة ، فكنت أشتهى أن يكون بعدد كل شعرة في جسدى نفس تلقى في Q .
هز الملك رأسه إعجاباً وحيرة من هذا الرجل الذى احتقر الموت ، ثم تقدم ناحيته هامساً : هل لك أن تقبل رأسى وأخلى عنك ؟
قال عبد Q فرحاً : تخلى عنى وعن جميع أسارى المسلمين ؟!
قال الملك : وعن جميع أسارى المسلمين .
قال عبد Q : فقلت في نفسى : عدو من أعداء Q أقبل رأسه يخلى عنى وعن أسارى المسلمين ، لا أبالى . ثم تقدم عبد Q بن حذافة ، فقبل رأسه ، فدفع إليه الأسارى ، فقدم بهم على عمر بن الخطاب t ، فأخبره بخبره .
تهلل وجه عمر t ، وانشرح صدره صائحاً : حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد Q بن حذافة ، وأنا أبدأ .
فنهض عمر t وانحنى يقبل رأس عبد Q بن حذافة t .
المرجع
100 قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب t ـ محمد صديق المنشاوي