المرأة زوجها الغائب

عند السحر ، مضى عمر t يسيح في دروب المدينة ، يتحسس الأدواء الساكنة ، والبيوت التى غشيها الليل ، فاسترعى سمعه صوت امرأة سكبت كل عواطفها في بيتين من الشعر ، قائلة :
تطاول هذا الليل واسود جانبه *** وأرقنى أن لا حبيب ألاعبه
فلولا حذر Q لا شىء مثله *** لزعزع من هذا السرير جوانبه
حرك هذان البيتان وجدان عمر t فاستأذن عليها ، وقال : ما لك ؟
قالت في أسى : أغربت زوجى منذ أشهر ، وقد اشتقت إليه .
قال في حزم : أردت سوءاً .
قالت : معاذ Q !
قال : فاملكى عليك نفسك ، فإنما هو البريد إليه .
فبعث إليه ثم دخل على حفصة رضى Q عنها فقال : إنى سائلك عن أمر قد أهمنى فافرجيه عنى ، ثم همس : فى كم تشتاق المرأة إلى زوجها ؟
خفضت أم المؤمنين حفصة رضى Q عنها رأسها واستحيت ، فأقبل عليها عمر t ، ليخفف عنها وطأة الحرج قائلاً : إن Q لا يستحيى من الحق !!
أمسك الحياء لسانها ، فأشارت بيدها ثلاثة أشهر ، وإلا فأربعة أشهر .
فكتب عمر t : أن لا تحبس الجيوش فوق ثلاثة أشهر .

المرجع
100 قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب t ـ محمد صديق المنشاوي