شاب يتحدث من قبره

كان بالمدينة شاب ، غض الإهاب ، أرهفه الزهد ، يلازم المسجد ليسمع الحديث غضاً طرياً من أفواه الصحابة رضوان Q عليهم ، أعجب به عمر t .
وكان له أب شيخ كبير ، فإذا صلى العشاء انصرف إليه ، وكان طريقه على باب امرأة ، افتتنت به ، فمر بها ذات يوم ، فما زالت تغويه حتى تبعها ، فلما هم أن يدخل البيت خلفها ، تذكر قول Q تعالى : )إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ( فخر مغشياً عليه ، فحمل إلى أبيه .
ظل الشاب مغشياً عليه حتى ذهب ثلث الليل ، ولما فاق سأله أبوه عما حدث فأخبره .
فقال له أبوه : يا بنى وأى آية قرأت ؟
فقرأ الشاب الآية فخر مغشياً عليه ، وعندما اجتمع أهله وجيرانه يحركونه وجوه ميتاً ، فغسلوه ودفنوه ليلاً .
وفي الصباح رفع الأمر إلى عمر بن الخطاب t ، فجاء إلى أبيه فعزاه ثم أتى قبر الشاب ، وصاح قائلاً :
يا فلان : )وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ( .
فأجابه صوت الفتى من القبر : يا عمر قد أعطانيهما ربى فى الجنة مرتين .

المرجع
100 قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب t ـ محمد صديق المنشاوي