أعرابى يطوف بأمه

ارتفعت أصوات الطائفين في الأجواء ، يعطرون البيت بالتكبير والتهليل ، اختلطت نبراتهم الضارعة بدموعهم الهادرة ، واندفع خلف هؤلاء الهائمين في حب Q أعرابى مديد القامة ، عريض المنكبين ، مفتول العضلات ، ريان الشباب ، يحمل فوق كاهله أمه العجوز التى تربعت في معول ( مقطف ) كبير وهو يردد قائلاً :
أنا مطيتها لا أنفر *** وإذا الركاب ذعرت لا أذعر
وما حملتنى وأرضعتنى أكثر *** لبيك اللهم لبيك ... ...
فقال على بن أبى طالب الذى وقف في جانب البيت الحرام مع عمر بن الخطاب رضى Q عنهما يراقبان الطائفين : يا ابا حفص ادخل بنا الطواف لعل الرحمة تنزل فتعمنا.
فانطلقا يطوفان خلف الأعرابى ، وعلى بن أبى طالب ‌t يرد عليه قائلاً :
إن تبرها فـQ أشكر *** يجزيك بالقليل الأكثر

المرجع
100 قصة وقصة من حياة عمر بن الخطاب t ـ محمد صديق المنشاوي