شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : رباطا الأزبكي .. رباطا الكوجك .. الشهير بوقف الكوشك


ثروت كتبي
02-02-2011, 04:18 PM
رباطا الأزبكي .. رباطا الكوجك .. الشهير بوقف الكوشك


الأربطة المكية في العهد العثماني



اسم هذين الرباطين على اسم واقفهما السيد محمد خوجة كوجك ابن السيد محمد الأزبكي . وكان هذان الرباطان يقعان في حي المسفلة ، وأضاف أحد كبار السن من المعاصرين أنهما كانا يقعان في زقاق أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
أما عن تاريخ وقف الرباطين ، فقد كان في شهر ذي الحجة سنة (1251هـ / 1836م) .
وللواقف مجموعة إنشائية خيرية كبيرة ، من ضمنها الرباطان ، حسب نص الوقفية كالتالي :
"جميع الزاوية وما حوت من مساكن ، وهي سبع قيع ، وقاعة ركن الزاوية ، ورباط من داخل الزاوية ، وفيه من الخلاوي سبع عشرة خلوة ، ورواق سكن دراويش الأزبك ، الذي فيه من الشرق الرباط ، ومن الشمال يقع رباط الواقف" .
ويضيف صك الوقفية الثاني ما يلي : "وما حوت من بئر ، وجميع البيوت الثلاثة والدور" . وبالرجوع إلى نص الوقفية السابق : "وقف هذا أولاً على نفسه مدة حياته ينتفع به بمفرده سكناً وإسكاناً ، غلة واستعلالاًً [ثلاث كلمات لا يمكن قراءتها] ، لا يشاركه فيه مشارك ، ولا ينازعه فيه منازع أبداً ما عاشوا ودايماً ما بقي ، ثم من بعده بعد عمر طويل يكون من ذلك جميع الزاوية وما حوت من السبعة قيع ، وقاعة ركن الزاوية المحدودة المذكورة أعلاه ، وجميع البيتين [خمس كلمات لا يمكن قراءتها] وقفاً ، عشر غلتها للناظر على وقفه هذا في مقابله خدمته ، وثلثا الغلة بعد العشر يصرفهما الناظر على مهمات البئر الذي بالزاوية من [كلمة مطموسة لا يمكن قراءتها] ، وشراء ثور وكلفته وحباله وغيره مما يحتاج إليه من المهمات جميعها ، وخدم يأتون بالماء من البئر المذكورة بالثور ، ويملئون للفقراء والمساكين ممن يأتي إليهم بدورق [وخلافه] و [كلمتين مطموسة] وغيره ، ولا يردون أحداً أبداً ، ويكن ذلك دائماً لا ينقطع ولا يوماً واحداً ، وذلك من بعد الشروق إلى وقت الظهر ، ومن قبل العصر إلى وقت الغروب في كل يوم شتاءً وصيفاً . والثلث الباقي من الغلة المذكورة بعد العشر الذي للناظر على أولاد الواقف [كلمة مطموسة] ، ثم من بعدهم على أولادهم ، ثم على أولاد أولادهم نسلاً بعد نسل ، وعقباً بعد عقب ، وقرناً بعد قرن آخر ، ومن مات منهم عن ولد فنصيبه لولده ، ومن مات منهم من غير ولد فنصيبه لمن يكون في طبقته ، مضافاً لما يستحقه من أصل الوقف ، فإذا انقرضوا جميعاً ولم يبق من أولاد الواقف ولا نسلهم ولا عقبهم وخلت بقاع الأرض منهم ، يرجع الثلث المذكور لمهمات البئر المذكورة ، مضافاً إلى الثلثين المذكورين أعلاه ، ويكون جميع الوقف المحدودة المذكورة أعلاه وقفاً يرصد الناظر غلتها تحت يده لعمارة البير المذكورة وإخراج ما يجتمع فيها من [كلمتين مطموسة] ، وإصلاحها على المعتاد ، ومن ذلك يكون جميع الرواق الذي بالزاوية المذكورة وقفاً لسكنى دراويش الأزبك القاطنين بمكة المشرفة ، وجميع الرباط المشتمل على سبع عشرة خلوة التي داخل الزاوية يكون وقفاً على الفقراء والمساكين المتزوجين من فقراء الأزبك القاطنين بمكة المشرفة ، وجميع الرباط المشتمل على عشر خلاوي المحدودة أعلاه يكون وقفاً لسكنى الفقراء من النساء العزاب من الأزبك القاطنات بمكة المشرفة ، يجري الحال في ذلك كذلك دواماً واستمراراً" .
وعن نظارة الوقف ، اشترط الواقف شروطاً وهي كالتالي : "أنه جعل النظر على وقفه هذا أولاً لنفسه في حياته ، لا يشاركه مشارك ، ولا ينازعه فيه منازع ، ثم من بعده يكون النظر على جميع وقفه هذا للمكرم المحترم محمد علي ابن المرحوم عطا الله خوج ، ثم من بعده للأرشد فالأرشد من أولاده ، ثم للأرشد فالأرشد من أولادهم ثم للأرشد فالأرشد من نسله وعقبه [وإن سفل] ، فإذا انقرضوا جميعاً وخلت بقاع الأرض منهم يكون النظر للحاكم الشرعي حينئذ بمكة المشرفة . ومنها شرط لنفسه الإدخال والإخراج والإعطاء والحرمات له بمفرده ، فليس لأحد من النظار فعل شيء من ذلك . ومنها الناظر على وقفه هذا أول ما يبدأ من ريعه بعمارته ومرمته وإصلاحه . ومنها أن الناظر على وقفه هذا لا يؤجره إلا بأجرة مثله وما فوقها ، ولا يؤجره إلا كل سنة بسنتها ، ولا يدخل عقداً في عقد إلا بضرورة شرعية . ومنها أن الناظر على وقفه هذا لا يؤجره لذوي شوكة ، ولا مماطل في الأجرة" .
وأضاف الصك الثاني : "المقررات والمرتبات الخاصة بهذا الوقف على الوجه التالي : الموجودة في دفتر الصدقة بمكة المشرفة ستون إردباً [الإردب : مكيال ضخم بمصر] من القمح في كل سنة على الوجه التالي : "جعل للسبع والشعرين خلوة التي هي كامل الرباطين أربعون إردباً ، لكل ساكن خلوة منهن إردب ونصف ، والباقي بعد ذلك تسعة عشر إردباً ونصف إردب لأولاد الواقف المذكور ، من غير أن يحرم أحداً من سكان الرباطين المذكورين . صرف مرتب الصدقة لسنة (1265هـ / 1848م) ، وسلم في سنة (1266هـ / 1849م) ، ويستمر على هذه القسمة من غير تنقيص ولا زيادة" .
أما ما ورد في شرط الواقف على وقفية رباطيه هذين فما يأتي : "وجميع الرباط المشتمل على سبعة عشر خلوى الذي داخل الزاوية يكون وقفاً على الفقراء والمساكين المتزوجين من فقراء الأزبك القاطنين بمكة المشرفة ، وجميع الرباط المشتمل على عشر خلاوي المحدودة أعلاه يكون وقفاً لسكنى الفقراء من النساء العزاب من الأزبك القاطنات بمكة المشرفة ، يجري الحال في ذلك كذلك دواماً واستمراراً" .
يظهر من النص السابق أن للواقف رباطين : أحدهما خصص للمتزوجين ، وعدد خلاويه سبع عشرة خلوة ، والرباط الثاني : خصص للنساء العزاب ، وعدد خلاويه عشر خلاو . وبذلك يكون مجموع عدد الخلاوي بالرباطين سبعاً وعشرين خلوة .



المرجع

الأربطة بمكة المكرمة في العهد العثماني ، حسين عبد العزيز شافعي ، بتصرف .