شبكة تراثيات الثقافية

المساعد الشخصي الرقمي

Advertisements

مشاهدة النسخة كاملة : سبوحة .. أسماء مكة المكرمة


ريمة مطهر
06-28-2011, 09:07 PM
سبوحة


أول بيت وضع للتسبيح وآخر بيت ينتهي فيه التسبيح لله عند قيام الساعة فهو كما وصف نفسه سبوح قدوس سبحانه U ، وفي مكة يكثر التسبيح بكثرة المسبحين لله ، وهذا الإسم ( سبوحة ) يعكس ما في البلد من التسبيح ، والكلمة من أعظم الكلمات التي يعبد بها الله وعظمتها ليس لها حدود .
وهناك واد آخر قرب الزيمة بين مكة والطائف بإسم سبوحة يشابه هذا الإسم .
والكلمة عظيمة جدًا كما ذكر الرسول r في كتاب إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة لأحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري ، جزء (6) ص (419) ، قال r : " وإن السماوات والأرض لو كُنَّ حلقة مُبهمة لقَصَمَتْهُنَّ سبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة كل شيء وبها يُزرق كل شيء ، وأَنْهَاكَ عن الشرك والكبر " .
وهنا وصف آخر لطريقة التسبيح وفضلها كما قال الرسول r في كتاب الآحاد والمثاني لأحمد بن عمرو بن الضحاك أبو بكر الشيباني ، وتحقيق د . باسم فيصل أحمد الجوابرة ، جزء (5) ص (276) : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ابن عيينة ، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ، عن كريب ، عن ابن عباس ، عن جويرية رضي الله عنها زرج النبي r ، أن النبي rخرج من عندنا بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أصبح وهي فيه جالسة ، فقال : " ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ " ، قالت : نعم ، فقال النبي r : " لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته " .
ومعنى الكلمة كما جاء في كتاب مقاييس اللغة لأبي الحسين حمد بن فارس ابن زكريا ، وتحقيق عبد السلام محمد هارون ، جزء (3) ص (96) : ( سبح ) السين والباء والحاء أصلان : أحدهما جنسٌ من العبادة ، والآخر جنسٌ من السعي . فالأول السُّبحة ، وهي الصلاة ، ويختص بذلك ما كان نفلاً غير فرض ، يقول الفقهاء : يجمع المسافر بين الصلاتين ولا يُسبِّح بينهما ، أي لا يتنفَّل بينهما بصلاة . ومن الباب التسبيح ، وهو تنزيه الله جل ثناؤه من كل سوء ، والتنزيه : التبعيد ، والعرب تقول : سبحان من كذا ، أي ما أبعده . قال الأعشى :
سبحان من علقمة الفاخر *** أقول لما جاءني فخره
وفي القاموس المحيط للفيروزآبادي : سَبَحَ بالنهر وفيه كمَنَعَ سَبْحًا وسِباحَةً بالكسر : عام وهو سابحٌ وسبوحٌ من سُبَحاء وسَبَّاحٌ من سَبَّاحِين .
وسُبحان الله : تنزيهًا لله من الصاحبة والولد ، وسبوحٌ قدوسٌ ويُفتحان : من صفاته تعالى ؛ لأنه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ ، والسُّبُحاتُ بضمتين : مواضع السجود ، وسُبُحاتُ وجه الله : أنواره .
وفي معنى آخر للكلمة كما جاء في كتاب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد ، جزء (1) ص (201) : السَّبْحُ : الفَرَاغُ ، في تفسير قوله تعالى : " إِنَّ لَكَفِياَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً" ، وسَبَحْتُ : رَقَدْتُ ، وسبحان الله : تنزيهٌ عن كل ما لا ينبغي أن يُوصف به تبارك وتعالى ، على معنى : تسبيحًا . والسُّبُّوحُ : الله U ، وقال النضر : سبحان الله : هو السرعة إليه والخفة في طاعته . والتسبيح : الاستثتاء .
أما في معجم لسان العرب : وروى الأزهري بإسناده أن ابن الكوَّا سأل عليًا رضوان الله تعالى عليه عن سبحان الله ، فقال : كلمة رضيها الله لنفسه فأوصى بها ، والعرب تقول سبحان من كذا إذا تعجبت منه .
وفي خطبة جمعة للشيخ عبد الرحمن السديس إمام الحرم حفظه الله ، قال ذاكرًا اسم سبوحة مادحًا الأمن فيها من فضل الله : ألا بورِكت بلادٌ لا زالت بالأمن مأنوسة ، وبتحكيم شرع الله محروسة ، سبَّاقة للخير ، سبّوحةً للعطاء ، سائرةً على مبدئها المثالي المتفِّرد المنبثق من ديننا الإسلامي الحنيف ومنذ الأزل في إغاثة المرزوئين ومساعدة المنكوبين ومساندة المستضعفين وتبنّي قضايا المسلمين على ثَرى المعمورة ، تضامُنًا مع سائر المجتمعات عند حلول المحن والمصائب والملِمّات .
وهذا بيت شعر جميل يصف ركب الحجيج :
خوارج من نعمان أو من سبوحة *** إلى البيت أو يخرجن من نجد كبكب
وذكر الاسم في عدة كتب ، وهي :
أخبار مكة للفاكهي ، سبل الهدى والرشاد ، في سيرة خير العباد ، الجبال والأمكنة والمياه ، في رحاب البيت العتيق ، معجم البلدان ، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ، ديوان الأدب ، لسان العرب ، تاج العروس من جواهر القاموس .

المرجع
عبد الله بن محمد الأبح الزهراني ، معجم أسماء مكة .