م.أديب الحبشي
02-02-2011, 03:17 PM
رمضان الكريم في جدة
كان الناس في جده يترقبون هلال شهر رمضان الفضيل بشغف وحنين وفي أواخر شهر شعبان يبدأ الأهالي في شراء تموينهم الغذائي الرمضاني مثل : حب الشوربة والدقيق والتمور والألماسية والسكدانه والزبيب الأسود مع النشا لزوم "الخشاف" . . وترتفع مشتريات البخور : المستكة والصندل والقفل لتبخير الشراب والأزيار والجزة "أدوات الشاي" كما تنشط ربات البيوت في جلي وتلميع الفضيات والنحاس وتهيئة الجزة لزوم الشاي وهي عبارة عن صينية وكانون يسمى "بيت المنقل" والملقاط والسماور الذي يوضع به الماء وفي وسطه مدخنة يوضع فيها الجمر وبعد غلي الماء يفتح الصنبور.
أيضاً كان الأهالي قبل قدوم الشهر الفضيل يحملون القدور (الحلل) والصيجان إلى النحاسين لتبييضها . . كذلك تبدأ الأسواق والدكاكين في ترتيب البضائع الرمضانية ، كما تستعد المقاهي لجلسات السمر . . ويترقب الجميع ليلة الشك حتى إذا ما أطلقت المدافع إيذاناً بدخول الشهر الفضيل وثبوت الرؤية فيهلل الأطفال ويرددرن :
مرحبا بك يا رمضان = يا أبو الشربة والقدحان
وسبحان مغير الأحوال فقد كان الرجال هم الذين يتبضعون مقاضي رمضان على عكس ما نشاهده الآن حيث أصبحت غالبية المتبضعين من النساء . . والقصد من هذه الإشارة هو تبدل الأحوال الذي هو من سنن الحياة ، و المرأة أعرف بحاجات مطبخها.
وبحكم حجم المدينة المتواضع ولعدم وجود مايكروفونات - آنذاك - مع قلة ما هو متاح من أجهزة الراديو "المذياع" فقد كانت المدافع تمثل إعلاناً بدخول الشهر الفضيل وعيد افنطر المبارك - وكذالك لحطة الإفطار والإمساك وكنا ونحن أطفال نبتهج ابتهاجاً بالغاً بسماع صوت المدافع ونتجاوب معها بالتصفيق ورفع الصوت .
هذا وكانت المدافع تطلق في البداية قرب موقع القشلة ثم أصبح موقعها على الجهة المقابلة من شاطئ بحر الأربعين . . وقد أنتهي ذلك ، وأصبحت مكة المكرمة هي المدينة الوحيدة اليوم التي يطلق فيها مدفع الإفطار.
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)
كان الناس في جده يترقبون هلال شهر رمضان الفضيل بشغف وحنين وفي أواخر شهر شعبان يبدأ الأهالي في شراء تموينهم الغذائي الرمضاني مثل : حب الشوربة والدقيق والتمور والألماسية والسكدانه والزبيب الأسود مع النشا لزوم "الخشاف" . . وترتفع مشتريات البخور : المستكة والصندل والقفل لتبخير الشراب والأزيار والجزة "أدوات الشاي" كما تنشط ربات البيوت في جلي وتلميع الفضيات والنحاس وتهيئة الجزة لزوم الشاي وهي عبارة عن صينية وكانون يسمى "بيت المنقل" والملقاط والسماور الذي يوضع به الماء وفي وسطه مدخنة يوضع فيها الجمر وبعد غلي الماء يفتح الصنبور.
أيضاً كان الأهالي قبل قدوم الشهر الفضيل يحملون القدور (الحلل) والصيجان إلى النحاسين لتبييضها . . كذلك تبدأ الأسواق والدكاكين في ترتيب البضائع الرمضانية ، كما تستعد المقاهي لجلسات السمر . . ويترقب الجميع ليلة الشك حتى إذا ما أطلقت المدافع إيذاناً بدخول الشهر الفضيل وثبوت الرؤية فيهلل الأطفال ويرددرن :
مرحبا بك يا رمضان = يا أبو الشربة والقدحان
وسبحان مغير الأحوال فقد كان الرجال هم الذين يتبضعون مقاضي رمضان على عكس ما نشاهده الآن حيث أصبحت غالبية المتبضعين من النساء . . والقصد من هذه الإشارة هو تبدل الأحوال الذي هو من سنن الحياة ، و المرأة أعرف بحاجات مطبخها.
وبحكم حجم المدينة المتواضع ولعدم وجود مايكروفونات - آنذاك - مع قلة ما هو متاح من أجهزة الراديو "المذياع" فقد كانت المدافع تمثل إعلاناً بدخول الشهر الفضيل وعيد افنطر المبارك - وكذالك لحطة الإفطار والإمساك وكنا ونحن أطفال نبتهج ابتهاجاً بالغاً بسماع صوت المدافع ونتجاوب معها بالتصفيق ورفع الصوت .
هذا وكانت المدافع تطلق في البداية قرب موقع القشلة ثم أصبح موقعها على الجهة المقابلة من شاطئ بحر الأربعين . . وقد أنتهي ذلك ، وأصبحت مكة المكرمة هي المدينة الوحيدة اليوم التي يطلق فيها مدفع الإفطار.
المرجع
( كتاب جدة .. حكاية مدينة– لمحمد يوسف محمد حسن طرابلسي–الطبعة الأولى 1427هـ ، 2006م)